القاهرية
العالم بين يديك

اكتشف المغذيات التي تبطئ شيخوخة الدماغ

105

د. إيمان بشير ابوكبدة 

تربط دراسة جديدة بين سرعة شيخوخة الدماغ  والعناصر الغذائية الموجودة في نظامنا الغذائي. 

وجاء هذا الاكتشاف بعد تحليل أجراه باحثون في جامعة إلينوي وجامعة نبراسكا لينكولن في الولايات المتحدة.

وقاموا برسم خرائط للدماغ مقابل المدخول الغذائي لـ 100 متطوع تتراوح أعمارهم بين 65 و75 عاما.

وكانت الفكرة هي البحث عن الروابط بين بعض الأنظمة الغذائية وتباطؤ شيخوخة الدماغ.

والأهم من ذلك أن الباحثين لم يعتمدوا على المشاركين في الدراسة للإبلاغ عن وجباتهم الغذائية.

وبدلا من ذلك، قاموا بتحليل عينات الدم بحثا عن مؤشرات حيوية مغذية: وهي أدلة علمية قوية حول ما يأكله ويشربه هؤلاء كبار السن.

 كشفت نتائج هذه الدراسة عن أنماط مميزة للشيخوخة، تم تصنيفها إلى نمطين ظاهرين لصحة الدماغ على أساس التجميع الهرمي.

أظهر أحد الأنماط الظاهرية معدلا متسارعا للشيخوخة، بينما أظهر الآخر شيخوخة أبطأ من المتوقع.

بعد ذلك، كشف تحليل اختبار العلامات الحيوية الغذائية عن ملف غذائي يحتوي على تركيزات أعلى من الأحماض الدهنية المحددة ومضادات الأكسدة والفيتامينات. 

أظهر المشاركون في الدراسة الذين لديهم هذا الملف الغذائي نتائج معرفية أفضل وتأخير شيخوخة الدماغ.

ووجدت الدراسة أن خصائص المشاركين، مثل التركيبة السكانية ومستويات اللياقة البدنية، لم تكن مسؤولة عن الاختلافات في شيخوخة الدماغ.

العناصر الغذائية المفيدة للدماغ

وكان المظهر الغذائي الذي تمت ملاحظته مشابهًا للنظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط، والذي أظهرت الدراسات السابقة أنه من أفضل الأنظمة الغذائية لأجسامنا.

ومن بين المؤشرات الحيوية المفيدة التي تم تحديدها الأحماض الدهنية، مثل تلك الموجودة في الأسماك وزيت الزيتون، ومضادات الأكسدة مثل فيتامين ھ، الموجود في السبانخ واللوز.

العديد من العناصر الغذائية المحددة في الدراسة موجودة في النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط

كما توجد أيضا الكاروتينات، وهي أصباغ موجودة في الجزر واليقطين، والتي تقلل الالتهاب في الجسم وتحمي الخلايا من التلف.

بالإضافة إلى ذلك، هناك علامة حيوية مفيدة أخرى مرتبطة بتباطؤ الشيخوخة في هذا البحث وهي الكولين، الموجود بتركيزات عالية في صفار البيض، ومخلفاتها، وفول الصويا الخام.

قام الباحثون بتقييم شيخوخة الدماغ من خلال فحوصات الدماغ بالرنين المغناطيسي والتقييمات المعرفية.

أعطت هذه الأساليب صورة عن خفة الحركة العقلية العملية، إلى جانب تفاصيل دقيقة عن تكوين الخلايا العصبية.

وفي الوقت نفسه، قام الفريق بفحص بنية الدماغ ووظيفته واستقلابه. ثم أظهروا وجود صلة مباشرة بين هذه السمات والقدرات المعرفية.

ومع هذه الدراسة، تتزايد الأدلة الآن على أن التغذية تلعب دورا مهما في كيفية تقدم الدماغ في العمر.

بالنسبة للباحثين، فإن النمط الغذائي الذي تم تحديده يحفز تصميم التدخلات الغذائية التي تسترشد بعلم الأعصاب لتعزيز شيخوخة الدماغ الصحية.

قد يعجبك ايضا
تعليقات