نهاد عادل
بعد سلسلة من حوادث الخطف والتحرش من قبل سائقي شركة “أوبر” في مصر، وكان آخرها محاولة الاعتداء الجنسي على “فتاة التجمع” السبت الماضي، وقبلها مقتل الشابة حبيبة الشماع، أقام أحد المحامين دعوى قضائية لإلغاء تراخيص شركتي “أوبر” و”كريم” في البلاد.
فقد قدم المحامي بالنقض عمرو عبد السلام، دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، للمطالبة بإلغاء تراخيص الشركتين، بسبب مخالفتهما لشروط التراخيص الصادرة، “بعد تزايد معدل جرائم الخطف التي تعرضت لها سيدات وفتيات خلال الأشهر القليلة الماضية من قبل بعض قائدي المركبات المنحرفين والمتعاطين للمواد المخدرة”.
وقال المحامي المذكور في دعواه إن شركتي “أوبر” و”كريم” خالفتا القواعد والضوابط الخاصة بمنح تصاريح التشغيل لقائدي المركبات المنصوص عليها بالمادة الثامنة من قانون تنظيم خدمات النقل البري باستخدام تكنولوجيا المعلومات، الصادر برقم 87 لسنة 2018 ولائحته التنفيذية والمعروف إعلاميا بقانون “أوبر” و”كريم”.
كما طالب في دعواه بإلزام شركات النقل الذكي باعتماد أنظمة المراقبة الإلكترونية داخل السيارات وربطها بالنظام الداخلي للشركات ووزارة الداخلية، لمراقبة سلوك السائقين منذ بدء الرحلة حتى نهايتها حتى تكون الرحلة مؤمنة وذلك لضمان سلامة وأرواح المواطنين.
ويلزم القانون المصري الشركات المرخص لها بالعمل في استخدام مركبات النقل البري، بعدم منح موافقة التشغيل لقائدي المركبات إلا بعد إخضاعهم لتحاليل المخدرات والكحوليات، والتأكد من خلوهم من تعاطيها وإخطار وزارة الداخلية ببيانات قائد المركبة للكشف عليه جنائيا للوقوف على صحيفة حالته الجنائية، وعما إذا كان السائق سبق صدور أحكام جنائية ضده، فضلا عن الحصول على موافقة وزارة الداخلية بشأن التصريح لقائدي المركبات بالعمل وذلك حفاظا على أرواح وسلامة المواطنين.
فقد أتت تلك الدعوة بعد ساعات على توقيف وزارة الداخلية سائقا بشركة “أوبر” لاتهامه بالتعدّي على فتاة استقلت سيارته، عبر استخدام “سلاح أبيض”، وذلك بعد أقل من شهر على صدور حكم قضائي بالسجن في واقعة مماثلة تسببت بقتل امرأة.
كما تبين وفق بيان الداخلية أن الأمن تلقى بلاغا من فتاة استقلت سيارة تابعة “لأحد التطبيقات الذكية” وعلى الأثر “قام قائدها باصطحابها إلى منطقة بدائرة قسم شرطة مدينة نصر ثان (شرق القاهرة)، وحاول التعدي عليها وبحوزته سلاح أبيض”.
لكنها تمكّنت من الفرار بعد تعرضها لإصابات، في حين ضبطت الشرطة السلاح الأبيض والسيارة المستخدمين فى الواقعة.
فيما أوضحت سالي، شقيقة المعتدى عليها، وهي صاحبة الهاتف الذي استُخدم منه التطبيق، أنها قامت بحجز رحلة لأختها من منطقة التجمع في شرق العاصمة المصرية للذهاب إلى منطقة الشيخ زايد في غربها لحضور حفل زفاف، قائلة إنها “اختارت أن تذهب بأوبر باعتباره الوسيلة الأكثر أمانا.. أو هذا ما كنّا نتصوره”.
كما أضافت أنه بعد بدء رحلة السيارة بدقائق “فوجئت بإلغائها من جانب السائق، حينها أدركت أن شقيقتها خُطفت”. وروت في مداخلة مع برنامج “الحكاية” على “أم بي سي” أن السائق اصطحب شقيقتها إلى مكان غير معلوم وتوقف فجأة بحجة العطش ورغبته في شرب الماء. وتابعت قائلة “إلا أنه حاول إبقاء أختي في السيارة وهدّدها بسلاح أبيض، ولكنها كانت بطلة وقالت له وهي تمسك بالسلاح.. ستقتلني ولن تلمسني”ثم تمكنت بعدها من الهرب، وقد تعرضت يدها لجروح ونزيف بسبب السلاح الحاد
في المقابل، أعلنت شركة “أوبر” في بيان، اليوم الثلاثاء، أن “ما جرى ليس له مكان على تطبيق أوبر”، مدينة بشدة مثل هذا السلوك الخطير.
كما أكدت أنها اتخذت بالفعل جميع الإجراءات اللازمة ضد السائق، بما في ذلك إيقاف حسابه على التطبيق.
كذلك أوضحت أنه “بمجرد أن تم إبلاغها بالحادث تواصلت مع أحد أفراد عائلة الضحية لتقديم كل الدعم الممكن”.
فيما أثارت الواقعة غضبا عارما بين المصريين على منصات التواصل الاجتماعي، وتصدر و اسم “أوبر” بين منصة “إكس” خلال الساعات الماضية في ظل دعوة مستخدمين مصريين إلى مقاطعة الشركة.
يذكر أنه في مارس، توفيت الشابة المصرية حبيبة الشماع بعد تدهور حالتها الصحية نتيجة مضاعفات حادث تعرضت له مع أحد سائقي شركة “أوبر” أيضا.
وعاقبت محكمة الجنايات الشهر الماضي (أبريل 2024) السائق بالسجن لمدة 15 عاما لإدانته بـ”الشروع في خطفها بطريق الإكراه، وحيازته جوهر الحشيش المخدر في غير الأحوال المصرح بها قانونًا، وقيادته مركبة آلية حال كونه واقعًا تحت تأثير ذلك المخدر”.