القاهرية
العالم بين يديك

الجانب الإعجازي في البناء الأخلاقي الإيماني للطفل

123

 

محمود سعيد برغش
‏يلاحظ أن الإسلام في منهجه التربوي للطفل في هذا المجال أنه جعل الأساس الذي يبنى عليه ‏هذا البناء أهم مصدرين يحققان الاستقامة الدائمة للفرد في حياته كلها، وهما: القرآن والصلاة. ‏
فالقرآن إذا حفظه الطفل فقد حفظ الكتاب الإلهي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ‏ذلك الكتاب الذي من يحمله في صدره لا يضل ولا يشقى ولا ينتابه الزيغ عن الطريق المستقيم، لأن ‏القرآن يحتوي على ما حرم الله، وما أحل الله، وما يحبه الله لعباده، وما لا يرتضيه لهم هذا ركن حصين. ‏
والركن الثاني: وهو الصلاة، ذلك المعين الذي لا ينضب، والذي يمثل الآمر للمسلم بالمعروف، ‏الناهي له عن المنكر. ‏
فالصلاة تمثل صلة للعبد بينه وبين ربه – سبحانه- والمسلم يحس بقيمة الصلاة وفضلها، وأثرها ‏في حياته، فهو سعيد بها، وحريص عليها، يهتم ويغتم لها، ويفرح بأدائها، ما أقامها إلا مؤمن ، وما فرط ‏فيها إلا هالك في دنياه وأخراه، وهي شعار العبودية، ودليلها وهي حفظ، وستر، ورفعة، وعزة وكرامة، ‏وغنى بالله عما سواه، وهي النجاة من كل شدة ومحنة، وهي الفرج من كل كرب، وهم وغم، وضيق ‏ونكد، وشقاق، وخلاف، وهي سفينة النجاة من بحور مشاكل الحياة، وهمومها وغمومها، وهي البرد ‏والسلام من لفح رياح الحياة الحارة، وهي الواحة الخضراء الجميلة التي يأوي إليها المصلي من صحراء ‏الهموم القاحلة. ‏
وهي العقل والقلب، والعاطفة والوجدان والشعور، وهي كل شيء في حياة صاحبها، بصلاحها ‏تصلح أعماله، وبفسادها تفسد حياته كلها، ويلقى الخسران والندامة في الآخرة. ‏
لذلك حينما يوجه الإسلام الطفل إلى هذين الركنين فإنه يقيم بناء الشخصية الإسلامية على أركان ‏ثابتة لا تتأثر بهبوب رياح النفاق ولا الزيغ ولا الضلال. ‏
‏ الجانب الآخر أن القرآن والسنة دعيا إلى غرس الصفات التي تعد المسلم ليكون مسلما قويا في ‏مجتمعه يتميز بقيم الرجوله وعدم الهوان. ‏
ومن هذه الجوانب حفظ السر الذي يربي الطفل على قوة الإرادة والمجاهدة في حفظ السر، وهذا ‏تدريب عملي للطفل يعينه في مواجهته الشدائد في المستقبل. ‏
‏دعا الإسلام إلى التوجيه المستمر للطفل حتى يعلمه السلوك الصحيح فالطفل كثير الخطأ يحتاج ‏إلى المداومة في التعليم والإصلاح المستمر، إن ذلك الأسلوب يرسخ في عقلية الطفل الفعل في صورته ‏السليمة حتى يداوم عليه

قد يعجبك ايضا
تعليقات