القاهرية
العالم بين يديك

لكن كيف السبيل

847
كتب-حمدان محمد حمدان.
الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين….
لكن كيف السبيل وكيف أكون من عباد الله الصالحين. وكيف أنجو من النار وكيف أكون سعيداً في رؤيه ملك الموت وكيف أكون سعيداً في قبري… كلي ذنوب ومعاصي ….ماذا أفعل ؟هل سيقبلني الله عز وجل رغم تقصيري ورغم ذنوبي الثقيله بل رغم الكبائر التي ارتكبتها؟
الجواب وبمل الفم …نعم …سيقبلك الله وسيتوب عليك وسيتقبلك بل وسيجعل الدنيا كلها معك….انظر إلي قول الله تعالى..في سورة الفرقان…(وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً* إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ) برغم الذنوب والمعاصي وارتكاب المنكرات سيقبلك الله وسيتوب عليك وسيتقبلك ولكن بشرط أن تكون صادقا مع الله وأن تفعل الصالحات وإذا ما أذنبت تتوب وترجع وتعلم أن الله غفور رحيم يغفر الذنوب ويستر العيوب والله جل وعلا لايرد تائبا صادقا أبدا…فللتوبة شروط لاتتحقق إلا بها فها نحن في أيام مباركة فلابد من إتباع شروط التوبة حتي تكون من الفائزين
أولا…الصدق مع الله في توبتك وأوبتك مع الله.
ثانيا…العزم على عدم العوده للذنوب مره أخري.
ثالثا… أن تعمل الصالحات ولو أذنبت ولو بعد التوبة.
فالله جل وعلا يفرح بتوبتك ويفرح بأوبتك فهيا تب إلي ربك وارجع إليه واندم علي ما فعلت وقصرت في حق ربك والله جل وعلا سيقبلك وسيفرح بتوبتك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن رب العزه …فعن أنس  عن النبي ﷺ فيما يرويه عن ربه  قال: إذا تقرب العبد إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإذا تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة…رواه البخاري… فما الذي يجعلك متأخرا عن التوبة فوالله ثم والله لو تخاذلت وسوفت التوبة .. وقلت سوف أتوب وسوف اعمل الصالحات …لاتدري لعلك لا تستطيع بعد ذلك ولعلك بعد ذلك تفيق علي رؤية وجهة ملك الموت ووقتها سيكون باب التوبة قد أغلق في وجهك ووقتها لاتستطيع أن تتكلم ولا أن تلفظ ولو بحرف فمهما فعلت وأذنبت تب إلي ربك قبل فوات الأوان…فلو تبت ورجعت سيتوب الله عليك بل سيغير الله جل وعلا الدنيا بأسرها من أجل توبتك ….انظر إلي الرجل الذي قتل تسعه وتسعين نفسا فأراد أن يتوب…فعن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري  عن نبي الله ﷺ قال: كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسًا، فسأل عن أعلم أهل الأرض فدُل على راهب فأتاه فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفسًا، فهل له من توبة؟ فقال: لا، فقتله فكمل به مائة، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض، فدُل على رجل عالم، فقال: إنه قتل مائة نفس، فهل له من توبة؟ فقال: نعم، ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أناسًا يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك، فإنها أرض سوء، فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبًا مقبلاً بقلبه إلى الله تعالى، وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرًا قط، فأتاهم ملك في صورة آدمي، فجعلوه بينهم -أي حكمًا- فقال: قيسوا ما بين الأرضيْن، فإلى أيتهما كان أدنى فهو له، فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة… متفق عليه. فهذا الرجل كان صادقا مع الله فصدقه الله وتابع عليه بل وغير الله الدنيا من أجل… توبته الصادقه…فهيا هلا أقدم على الله وعلى التوبه والأوبه والندم علي ما قدمت من ذنوب فالله غفور رحيم هو الله الرحمن الرحيم الغفور الودود…ففق قبل أن تفيق علي رؤيه وجهه ملك الموت …فهذه حقيقه ولكن تغافل عنها الناس..فمهما فعلت تب وارجع ولو فعلت مرارا وتكرارا تب وارجع إلي الله قبل أن يفوت الأوان…
فعن أبي هريرة ، عن النَّبِيِّ ﷺ فِيمَا يَحْكِي عَن ربِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى قَالَ: أَذنَب عبْدٌ ذَنْبًا فقالَ: اللَّهُمَّ اغفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعالى: أَذْنَبَ عبدِي ذَنْبًا، فَعَلِم أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَيْ ربِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تبارك وتعالى: أَذْنَبَ عبدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغفِرُ الذَّنبَ، وَيَأخُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَي رَبِّ اغفِرْ لِي ذَنبي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالى: أَذْنَبَ عَبدِي ذَنبًا، فعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنبِ، قد غَفَرْتُ لِعَبْدِي فَلْيَفْعَلْ مَا شَاءَ.فهذا دليل على أن الله تواب ورحمن ورحيم يغفر الذنوب ويستر العيوب
فكن تائباً قبل فوات الأوان.
.نسأل الله أن يتوب علينا وأن يرزقنا حسن الخاتمه وأن يمن علينا بتوبته قبل أن نموت…اللهم اجعل ما كتبناه زادا الي حسن المصير إليك وعتادا إلي يمن القدوم عليك إنك بكل جميل كفيل وأنت حسبنا ونعم الوكيل…
قد يعجبك ايضا
تعليقات