القاهرية
العالم بين يديك

التعامل بين الزوجين على أساس الرحمة والمودة

151

د_ زمزم حسن
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في حفظ المودة، والتعامل بالرحمة مع نسائه، وهذا يساعد على سرعة احتواء الخلاف، والقدرة على معالجته، والحد من آثاره.
ففي مسند الإمام أحمد عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: جاء أبو بكر يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فسمع عائشة وهي رافعة صوتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن له فدخل، فقال: يا ابنة أم رومان، وتناولها: أترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها، قال: فلما خرج أبو بكر رضي الله عنه جعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول لها – يترضاها-: “ألا ترين أني قد حلت بين الرجل وبينك، قال: ثم جاء أبو بكر فاستأذن عليه فوجده يضاحكها، قال: فأذن له فدخل، فقال له أبو بكر: يا رسول الله، أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما.
وروى البخاري في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبي” قالت: فقلت: من أين تعرف ذلك؟ فقال: “إذا كنت عني راضية فإنك تقولين: لا ورب محمد، وإذا كنت غضبي قلت: لا ورب إبراهيم” قالت: قلت: أجل والله يا رسول الله، ما أهجر إلا اسمك.
وقد نقل ابن حجر في فتح الباري عن الطيبي في قول عائشة: أجل يا رسول الله، ما أهجر إلا اسمك” قوله: هذا الحصر لطيف؛ لأنها أخبرت أنها في حال الغضب الذي يسلب العاقل اختياره لا تتغير عن المحبة المستقرة.
والمحبة والرحمة بين الزوجين هو الأصل، وقد تدوم العشرة بالرحمة والرأفة، بحيث يكون لأجل الأولاد، أو حاجة المرأة للنفقة، أو سوى ذلك من الأغراض، فما كل البيوت قائمة على الحب.

قد يعجبك ايضا
تعليقات