كتب / عادل النمر
الصمت لغة الروح المتعبه ، فالروح يبكيها ضجيج صمتها، وتتكتم البوح فى أعماقها، فكيف نبوح بعذاب قلوبنا ونحن نعشق الكبرياء .أرواحنا بداخلنا تصرخ وتتألم . وبالرغم من كل شئ أرواحنا لا تزال على قيد الحياة .
أقسى لحظة عندما لاتجد من تخبره انك لست بخير . كل ما أعرفه أننا نقف الأن على حافة الهاوية ، نقف حداداً على تلك الأحلام التي اغتالتها رياح اليأس وفتكت بها رياح الأوهام .
الهموم تخنقنا ،والألم يعصف بنا والمجهول يخيفنا والحنين يقتلنا ، والبعد يمزقنا . لاشئ بخير جميعا نحترق من الداخل.
غدا يأكل الصمت أحلامنا .فسحقا لواقع لايوجد به احتواء صادق . أرواحنا تحلق بعيدا عن مدافئ الحنان والأمان وتعيش مع وساوس الحنين وأوجاع الإنتظار.
ما أصعب أن تعيش داخل نفسك وحيداً بلا صديق، بلا رفيق، بلا حبيب .
أرواحنا جردها الزمن من كل شئ وقست عليها الأيام والحياة بما يكفى . فمن المؤلم أن تكون فى أقصى حالات الاحتياج وتبكى بصمت . أصبحنا نعيش حياة خالية فارغة سوداء . ووحدة قاتلة وأصبحت لغة الصمت تسود المكان . أيامنا أصبحت سوداء لاترى الشمس يسكنها الصمت والعذاب .
لم نيأس ولكن الوقت طال فى الابحار ونخشى أن نفقد الاتجاهات بفعل الرياح والغيوم التى تحجب الشمس والقمر والنجوم .
لقد حان أوان الرحيل ، سوف أرحل عن كل من حطم في شيئاً أو أطفأ بى وهجاً ، لا أنتظر تبرير ولا شفقة ولا عودة .
سوف اهرب إذا كان فى هروبى حياة جديدة لكبريائى وكرامتى . سوف اعبر بقلبى إلى مكان آمن . ألا يحق لأرواحنا أن تستريح !!
ورغم ذلك لانحزن على أمر كتبه الله علينا وإن حتى جعلنا نتألم فهى حياة واحدة سنحياها ثم نموت .
ننتظر كل شئ ولا شئ ينتظرنا سوى الموت . ولنا امنيات لم تكن يوما للنسيان هى مازالت تنتظر وتنتظر برغم الٱلم والأحزان لنا أمنيات .
فالنقل وداعا قبل أن تغيبنا السماء ويبكى علينا أهل الأرض، وننسى وكأننا لم نكن يوما على الأرض .
فلابد من الرحيل فربما نجد فيه راحة أرواحنا وقلوبنا .