رانيا ضيف
روى الكاتب الفرنسي “فرانسوا رابلي” قصة رجل يدعى “بانورج” (Panurge) كان في رحلة بحريّة على متن سفينة. وكان على نفس السفينة تاجر الأغنام”دندونو” ومعه قطيع من الخرفان المنقولة بغرض بيعها.
كان “دندونو” تاجرًا جشعًا لا يعرف معنى الرحمة، ووصفه الأديب الكبير رابليه (Rabelais) بأنه يمثل أسوأ ما في هذا العصر وهو غياب الإنسانية.
حدث أن وقع شجار على سطح المركب بين “بانورج” والتاجر “دندونو” صمم على إثره “بانورج” أن ينتقم من التاجر الجشع، فقرّر شراء الخروف الأكبر من التاجر بسعرٍ عالٍ وسط سعادة دوندونو بالصفقة الرابحة.
وفي مشهد غريب يمسك “بانورج” بزعيم الخراف من قرنيه ويجره بقوة إلى طرف السفينه ثم يلقي به إلى البحر، فما كان من أحد الخرفان إلاّ أنْ تبع خطى الخروف القائد الغريق ليلقى مصيره، ليلحقه الثاني فالثالث فالرابع وسط ذهول التاجر وصدمته ،
ثم اصطفت الخرفان الباقية في “طابور مهيب” لتمارس دورها في القفز في كل الإتجاهات .
جن جنون تاجر الأغنام “دندونو” وهو يحاول منع القطيع من القفز بالماء، لكنّ محاولاته كلها باءت بالفشل ، فقد كان “إيمان” الخرفان بما يفعلونه على قدر من الرسوخ أكبر من أن يُقاوم.
وبدافع قوي من الجشع اندفع “دندونو” للإمساك بآخر الخرفان الأحياء آملاً في إنقاذه من مصيره المحتوم، إلّا أن الخروف كان مصراً على الانسياق وراء الخرفان، فكان أنْ سقط كلاهما في الماء ليموتا معًا غرقًا.
ومن هذه القصة صار تعبير “خرفان بانورج” (moutons de Panurge) مصطلحًا شائعًا في اللغة الفرنسية ويعني انسياق الجماعة بلا وعي أو إرادة وراء آراء أو أفعال الآخرين.
تميز الأدب الفرنسي في القرن العشرين وحتى يومنا هذا بإظهار عناصر الخيبة والسخرية والتجريبية كعناصر أساسية، إضافة إلى عنصر العبث، ومن الجدير ذكره أن أبرز ما يميز هذه الفترة ظهور حركة تمردية نتج عنها الرواية الجديدة التي تخلت عن الشكل والأسلوب التقليدي للرواية الأدبية من حيث الحبكة والوصف، واستخدمت استراتيجية جديدة في الترتيب الزمني، إضافة إلى ظهور عنصر الخيال وخاصة في أواخر القرن العشرين.
أشهر أدباء الأدب الفرنسي
حصدت دولة فرنسا أكبر عدد من جوائز نوبل في الأدب على مر الأعوام، ويعود الفضل في ذلك إلى الأسماء البارزة والعظيمة التي ساعدت على تشكيل الأدب الفرنسي ونقله من المحلية أو الإقليمية إلى العالمية، وفيما يأتي أبرز أدباء الأدب الفرنسي
فولتير (Voltaire)
ولد الكاتب الفرنسي فرانسوا ماري أرويه المعروف باسم فولتير في فرنسا عام 1694م وتوفي عام 1778م، عُرف فولتير كأحد الشخصيات البارزة في عصر التنوير وتميزت كتابته بإحداث الكثير من الجدل والضجة إذ اعتمد في أسلوبه الكتابي مهاجمة المعتقدات العقدية والفلسفية، إضافة إلى انتقاده للمؤسسات السياسية، ومن الجدير ذكره أن فولتير ألف ما يقارب 21000 رسالة و2000 كتاب ما بين الرويات والشعر والمسرحيات، ومن أهم أعماله كتاب أوديب.
فكتور هوغو (Victor Hugo)
ولد الشاعر والأديب والكاتب المسرحي فكتور هوغو في فرنسا عام 1802م وتوفي عام 1885م، وعرف هوغو كأحد رواد الحركة الرومانسية في الأدب الفرنسي في القرن التاسع عشر ميلادي والذي يُعدّ من أشهر أدباء فرنسا على مر العصور، وإضافة إلى كونه أديبًا شغل العديد من المناصب السياسية في الدولة، ومن أشهر روياته البؤساء وأحدب نوتردام ولي ترافيلور دو لا مير.
ألكسندر دوما (Alexandre Dumas)
ولد الكاتب الفرنسي ألكسندر دوما في فرنسا عام 1802م وتوفي عام 1870م، وعرف كأعظم كُتّاب الرواية التاريخية ورواية المغامرة، ومن الجدير ذكره أن دوما أنتج في بداية حياته الأدبية العديد من المسرحيات وذلك قبل الانتقال للكتابة الروائية، ويشار أن أعماله الأدبية تُرجمت إلى أكثر من 100 لغة حول العالم واقتُبس منها العديد من الأفلام والتي من أشهرها رواية المغامرة كونت مونت كريستو (The Count of Monte Cristo).
كوليت (Colette)
ولدت الكاتبة الفرنسية سيدوني غابرييل كوليت والمعروفة باسم كوليت عام 1873م وتوفيت عام 1945م، ويشار إلى أن روايات كوليت حققت نجاحًا كبيرًا في بدايات القرن العشرين إذ برزت بصورة أساسية في كتابة الرواية الشعبية خلال الحرب العالمية الأولى، ومن أشهر رواياتها جيجي ورواية شيري.
موليير (Molière)
ولد الكاتب المسرحي موليير عام 1622م وتوفي عام 1673م، ويُعدّ من أعظم الكتاب المسرحيين في فرنسا إذ تميز أسلوبه بإظهار العنصر الكوميدي الممزوج بالفكر في معظم أعماله، ومن أشهر مؤلفاته مسرحية لو ميسانثروب والتي كانت محاكاة جريئة للمجتمع الفرنسي الأرستقراطي.
جوستاف فلوبير (Gustave Flaubert)
ولد الروائي جوستاف فلوبير عام 1821م وتوفي عام 1880م، والذي كان من أعظم كتاب عصره، ومن الجدير ذكره أن أول أعماله الكتابية كانت في سن مبكرة إذ أنتج بعض الأعمال الفكرية في سن 14 عامًا ومن أشهر أعماله رواية نوفمبر ومدام بوفاري وسلامبو.
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية