كتبت / سهام سمير
الاختبارالأخير عنوان كتاب للكاتبة بولين دبليو -شين يعرض أفكار طبيبة جراحة حول الوفاة وهو جمع شامل لخبراتها فى موضوع الموت.
قسمت الكاتبة الكتاب الى أبواب، يحمل كل منها عنوان رئيسي وأخر فرعى.
الباب اللأول المبادىء، وفيه تتحدث عن تشريح الجثة، الانعاش الأولي قبل إعلان الوفاة.
القسم الثانى تتكلم عن الممارسة حيث يوجد فى عالم الطب تناقض جوهرى؛فهى مهنة قامت على أساس العناية بالمرضى وبنفس الوقت عدم التأثر الشخصي بالمرضى المحتضرين.
أما القسم الأخير فعن إعادة التقييم؛ ففى الاستعداد للموت قد يكمن أعظم الامتحانات ولكنه فى النهاية الامتحان الذى سوف يحررنا لنحيا.
تقول بولين: تعلمنا فى الدرس الأول للتشريح إن يمين ويسار لم يعودا يشيران إلى يميننا ويسارنا ولكن إلى يمين ويسار المريض.
كل ما فى هذا الفصل يدعو لتحييد مشاعرك كطبيب واعتبار المريض حالة.
أهم ماتعلمناه فى هذه المرحلة ان نمسك المقص بالإبهام والاصبع الرابعة،لاحظت فيما بعد ان الحلاقين يمسكون المقص بهذه الطريقة.
تصف بولين الكاتبة جثة احدى السيدات فلا تستطيع الا ان تؤخذ بالوصف والجمال.
“كانت تحب الشمس، كشفت أرضية جلدها الأسمر المجوهرات التى ازدانت بها فى يوم من الأيام وعلى إصبعها الرابعة كنت أرى الاثر الابيض لمحبس الزواج وعلى معصمها كنت أرى الإطار الشاحب الذى تركته ساعة اليد الثمينة التى ترتديها السيدات المسنات”
أشعر أثناء القراءة بأن الطبيبة الكاتبة تحدثني فى أذنى، تهمس من وصفها الخافت لمرضاها وأساتذتها والممرضات حتى المشفى كما تقول الترجمة (كلمة المشفى مريحة بسيطة أكثر نعومة من المستشفى).
تحكى لنا الطبيبة يومياتها منذ كانت طالبة طب مرورا بفترة تدريبها ثم كطبيبة مقيمة ,وممارسة ومتمرسة وكتابها الذى تذكر فيها حكايتها مع مرضاها بعد مرور عشرين عام على الدراسة والتدريب وحدوث الحكايات.
تحدثنا عن الخدعة التى يتعرض لها طالب الطب ؛يدخل الكلية آملا فى شفاء كل المرضى,يتخيل دوما ان المريض يمشي من عنده سليما معافى،لم يضعوا فى حسبانهم حالات الموت الذى سيواجهونها يوميا.
تكتب عن القريب والغريب،الصديق الذى لم تستطع انقاذه ووقفت عاجزة عن التعبير والمواساة،فيما عرفت أن الهدف من الطب ليس شفاء كل المرضى، لكن جزء من الهدف يتعلق بتمهيد المريض لميتة تليق به،يستحق أن يموت فى هدوء،وتأهيل أهله لتقبل هذه الحقيقة.
هناك فصل من الكتاب بعنوان: شاهد أمرا، واعمل به
تحكى بولين عن البروتوكول المتبع وقت إعلان الوفاة، حيث يترك الأطباء المشرفون على الحالة المريض المحتضر وأقاربه فى لحظة وداع قبل أخذ الجثمان،إلا أن مرة واحدة خرج أحد الاطباء المعالجين عن النظام المتبع وظل مع زوجة المحتضر بينما تودعه وهى منهارة،خفف عنها وقع الصدمة وشرح لها أخر لحظات زوجها المتوفى وما وضع جسمه وأجهزته الان؛مما جعل المرأة تهدأ وتودع زوجها فى هدوء وراحة لانها عرفت انه مات ميتة تليق به, منذ تلك اللحظة اتبعت بولين نظام الطبيب لا نظام المشفى وظلت تواسي أقارب المتوفين وتقف الى جوارهم حتى يتقبلوا الامر.
الفصل الخامس يناقش تفاقم المرض والوفيات؛فى هذا الفصل يٌعقد مؤتمر يحضره رؤساء الاقسام والاطباء والطبيب المشرف على الحالة ليوضح أسباب الوفاة بعدها يتم تأهيل الطبيب المتلقى للصدمة والذى غالبا ما يؤنب نفسه ويتهمها بالتقصير أو التسبب فى الوفاة.
تختم الكاتبة الرواية بجملة تقال فى اللغة اليابانية “اسمح لي بأن أتشرف بابداء قلقك عليّ”
شرف ابداء القلق هذا- بتقديم العناية وتخفيف المعاناة والتواحد-قد يكون هو أسمى مهامنا، ليس كأصدقاء، ولكن كأطباء أيضا.
تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
تتجه
- تهنئة قلبية للمهندسة شاهندا دياب
- “صابرين تسلط الضوء على حقوق المرضى في خانة فاضية – رمضان 2025”
- استقبل شيخ الأزهر وزيرة الخارجية البوليفية
- علي الدوعاجي رائد القصة القصيرة فى تونس
- محافظ سوهاج يتفقد البازارات المخصصة لعرض منتجات التلي والنسيج بمرسى ناصر السياحي
- من هو المواطن الإسرائيلي الذي عثر عليه ميتا ؟
- العمرة عبادة عظيمة ومنبع للسكينة والإيمان
- شيخ الأزهر يستقبل قرينة رئيس جمهورية كولومبيا ويطالبان بموقف جاد تجاه الحد من صناعة الأسلحة
- انضباط مروري .. بالإنفوجراف .. قرارات محافظ الأقصر لوقف فوضى الحنطور
- أفضل الأطعمة التي يجب تناولها عند المرض وما يجب تجنبها
السابق بوست
القادم بوست
قد يعجبك ايضا
تعليقات