بقلم _شيماء شكري
الساعة الأن السادسة مساءً ومازلت مستلقيه علي أريكتي البنيه المفضله التي دائما ماتحتويني،
تركت عملي أمس بعد أن تركت أطفالي الإثنين عند منزل أمي الذي يبعُد عن مقر عملي بعشرات الكيلو مترات،
وقبل ذلك الوقت كنت في إجازة وضع من عملي الذي أحبه،
قبلها بعامين كنت أحتفل مع زوجي بمرور ست سنوات علي عملي الذي لطالما حاول أثنائي عليه وأقناعي بتركه والتفرغ للمنزل وللتخطيط للأنجاب
في الوقت الذي كانت أمي تحاول أقناعي مرارًا وتكرارًا بأخذ حقن هرمونية حتي أحبل،
ولكني حظيت بتؤام دون الأخذ بنصيحتها ودون الأستسلام لألحاح زوجي علي الأستقاله من عملي ودون حتي أن أخطط للأنجاب،
وظل ألحاحهم علي بترك عملي خوفًا علي من في أحشائي ولكني في كل مرة كنت أُردد
“أنا قادرة”
في كل مرة “أنا قادرة”-آه كم كنت مغفله-
حين وضعت توأمي لم يكن أمامي سوي أخذ أستراحة من العمل والتفرغ للأمومه التي أطاحت بجميع أحلامي وأنا في قمة السعادة والرضا،
بعدها دخلت دائرة ليس لها نهاية
أرضع أنظف أهدهد أرتب وأصرخ
وأعود لأرضع وأنظف و.. وأصرخ وأحتويهم،
وأنظر حولي لأجدني وحدي، أين زوجي؟!
أين امي؟!
ألم تلحوا من أجل هذا الذي أنا فيه؟!
أستمرت صرخاتي ومعاناتي وحدي،
وحدي تمامًا
عذر زوجي عمله!
في كل مشاجرة ننتهي إن هذه مسؤليتي وحدي، فأنا ربة المنزل،
وبصراخ أسأله أليس من المفترض إنك أيضًا ربًا لهذا المورستان الذي أعاني فيه وحدي؟!
يرد بكل هدوء
“يكفيني ماأعانيه في عملي”
أصبحت كالثور المربوط في ساقيه أتحمل وحدي كل شئ، وحدي.
حتي أعلنت التمرد علي وضعي هذا
“بالطبع مفهوم ماحدث”
عراك مستمر صراخ مُعاد وكلام مُستهلك،
حتي إنصاعوا لرغبتي فالعوده لعملي،
وعدت، ولكن هذه المره مختلفة
فلم أعد مسؤله عن البيت وشخصين فقط بل أصبح البيت بأربع أرواحًا أخري،
لن أشرح مزيدًا من المعاناة ونفس الساقيه التي أدور فيها كل يوم من الصباح للصباح فلا مجال للراحه حتي فالمساء
أهملت غصبًا عن أرادتي متطلبات منزليه في نظري بسيطة ولكنها في داخلي تسبب لي ذُعرًا،
لم أعد أقابل أمي إلا فالدقيقه التي أترك لها طفلي وأهرول مسرعه لعملي
ودقيقة أخري فالمساء وأنا أخذهم منها وأهرول لمهام المنزل،
هكذا طوال ستة أشهر حتي أنهرت ولم أعد أحتمل مزيدًا من الهروله
قررت في لحظة صراخ مع زوجي إنني سأترك العمل
هذا الذي كنت أحارب من أجله قررت في لحظة صراخ ويأس وتعب أن أتركه
ذهبت فاليوم التالي لعملي لتقديم أستقالتي
وأخذ متعلقاتي من المكتب
أحضرت صندوقًا منقوش علي جانبه قابل للكسر لممتُ مبادئي وطموحاتي وأقلامي
ولم أبالي بأحكام غلقه،
وعدت إلي نفس الساقيه أدور دون أنتظار مايحتويني سوي أريكتي المفضله.
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية