القاهرية
العالم بين يديك

من مات فقد قامت قيامته  

167

محمود سعيد برغش 

 قال الامام ابن القيم رحمه الله ان الله سبحانه وتعالى جعل لابن ادم معا دين وبعثين يجزي فيهما الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى 

فالبعث الاول مفارقه الروح للبدن ومصيرها الى دار الجزاء الاول 

والبعث الثاني يوم يرد الله الارواح الى اجسادها ويبعثها من قبورها الى الجنه او النار وهو الحشر الثاني ولهذا في الحديث الصحيح وطقم بالبعث الاخر فان البعث الاول لا ينكره احد وان انكر كثير من الناس الجزاء فيه والنعيم والعذاب 

وقال ايضا وقد ذكر سبحانه وتعالى هاتين القيامتين وهما الصغرى والكبرى في سوره المؤمنين وسوره الواقعه وسوره القيامه وسوره المطففين وسوره الفجر وغيرها من السور وقد اقضى عدالته وحكمته ان جعلها داري جزاء المحسن والمسيء ولكن توفيه الجزاء انما يكون يوم الميعاد الثاني في الدار القرار كما قال تعالى الآية 185 من سورة آل عمران 

﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ 

وقد اقضى عداله واوجبت اسمائه الحسنى وكماله المقدس تنعيم ابدانه اوليائه وارواحهم وتعذيب ابدان اعدائه وارواحهم فلا بد ان يضيق بدن المطيع له وروحه من النعيم واللذه ما يليق به ويضيق بدن الفاجر العاصي له وروحه من الالام والعقوبه ما يستحقه هذا موجب عدالته وحكمته وكماله المقدس فالقيام الصغرى هي الموت فقل من مات فقد قامت قيامته وحان حينه ففي صحيح البخاري ومسلم عن السيده عائشه رضي الله عنها قالت كانَ الأعْرَابُ إذَا قَدِمُوا علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ سَأَلُوهُ عَنِ السَّاعَةِ: مَتَى السَّاعَةُ؟ فَنَظَرَ إلى أَحْدَثِ إنْسَانٍ منهمْ، فَقالَ: إنْ يَعِشْ هذا، لَمْ يُدْرِكْهُ الهَرَمُ، قَامَتْ علَيْكُم سَاعَتُكُمْ 

قال ابن كثير والمراد انخرام كرنهم ودخولهم في عالم الاخره فان كل من مات فقد دخل في حكم الاخره وبعض الناس يقول من مات فقد قامت قيامته وهذا الكلام بهذا المعنى صحيح

قد يعجبك ايضا
تعليقات