بقلم _سمر فاروق
يا مُنية الروح والرقة وعذوبة القلب، أتيتُ من مسافات بعيدة قطعتها إليكِ رفيقتي، ورجوتُ ربي أن يغفرلي فما حملني أن آتي إليكِ إلا الحب في الله؛ فهو والله أعظم حب ولايعلم جماله إلا من ذاقه أتذكرين حبيبتي في الله؟ الرجل الذي سافر إلى بُلدان بعيدة فلما سألته الملائكة ما حملك على هذا، ألك حاجة، فقال له: لا ولكن أحببته في الله.
غفت عيناي من تعب الطريق، وكنت عازمة النية أن أجلس بين يديها أواسيها بكل ما فيّ؛ فاستيقظت فزعة لأجدها فرغت من صلاتها فخفت عليها من البكاء فأسندت رأسها على رأسي ثم كتفي، وقلت لها أتبكين؟
فابتسمت وقالت: أسمعتِ صوتي، فقولت لا،
وسألتني هل بكائي أيقظك ؟
فأجبتها لا… لكني خفت عليكِ، قالت: لا تخافي سأصلي الفجر وأنام.
ولا أعلم مالذي أيقظني من غفوتي المتعبة من عناء السفر واستيقاظي مبكرًا !
بل ما الذي أيقظ قلبي؟ إنه والله الحب فيك يارب
يتبعه الصدق…صدق المحبة، صدق المواقف التي ظلت طيلة عشرون عامًا
الكل يمضي ويتضائل الجمع، ويبقى من أحب بصدق، من ترابط على المحبه في الله، يبقي الإخلاص فأرها نية في قاع القلب مصاحبة الإيثار
فقد جذبني حديث الصحابه الذين استشهدوا في الغزوة وكانوا يحتضرون وبقى شربة واحدة من الماء ظل كل واحد منهم يناولها ويؤْثر بها صاحبه حتى ماتوا جميعًا وهم عطشى.
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية