القاهرية
العالم بين يديك

لمن تكون عزة النفس !

175

 

عزة‏بقلم : ياسمين أحمد

النفس صفة من الصفات الحميدة التى يمتلكها الإنسان وهى البعد عن كل مايقلل من قيمته والترفع عن الأمور التى تقلل من شأنه وذاته وهى تقدير الإنسان لنفسه وثقته بها ، وهى صفة يتحلى بها الشخص القوى صاحب الكرامة والعفة ، وهى عكس الكِبر والغرور تماماً فالكِبر إعتزاز الإنسان بنفسه لدرجة تؤدى إلى احتقار من حوله والشعور بأنهم أقل منه وهى من الصفات المذمومة ففى الحديث الشريف : عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ» ، أما عزة النفس من الصفات الحميدة فى الإسلام لقوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ
وفي الحديث النبوي: “اطلبوا الحوائج بعزّة الأنفس” ، والإنسان عزيز النفس ينال المحبة ممن حوله فهو ينأى بنفسه عن إهانة أى شخص حتى لو كان شخص أعلى منه فهو يحمد الله على ماأنعم الله عليه به ويعتز بنفسه وبكرامته ، وكأن الشخص الذى يملك هذه الصفة وضعت بداخله قوانين لها خاصة به تميزه عن غيره….فهو شخص لا يجبر أحداً على الإهتمام به فهو يعلم أن من يريده ويحبه سيبحث عنه ، ويمكن أن يبقى وحيداً إن لزم الأمر ولا يتدخل فى حياة الآخرين ولا يفرض نفسه على أحد ، وإذا تألم رحل شامخاً ولا يحنو على من باعه ولا يشتاق لمن استغنى عنه ، ليس لديه طبعاً متكبراً ، ويشعرك بالإكتفاء وهو فى اشد الحاجة ، ولا يطلب الشيء كثيراً ولا يطرق أبواباً أغلقت فى وجهه ، هو شخص يعز عليه الشكوى لغير الله أو إظهار حاجته حتى لأقرب الناس إليه ، ويحاول إخفاء ضعفه وطلب القوة من الله ، يتميز بالحساسية ورقة المشاعر ، وأحياناً تكون متبعة للشخص نفسه فهو دائماً يستثقل طلب مايريده ويتمنى أن تأتى المبادرات من الطرف الآخر ، ويعطى فرصاً كثيرة ولكن إذا رحل لا يعود بعدها ، وأحسن الوصف ماقد قيل لعلى بن أبى طالب : إنَّ عِزَّةَ النَّفْسِ تُضَاهي جَاهَ المُلُوك

قد يعجبك ايضا
تعليقات