بقلم/عارف الدوسري
كيف تمت السيطرة على البشر منذ بدء الخليقة؟ بالفكرة ونقيضها. عندما تعطي العقل فكرتين متناقضتين فإنه يتوقف عن العمل.
هذه خطة قديمة قدم الإنسان على الأرض وليست وليدة العصر الحديث. كل تراث البشر الثقافي قد تمت برمجته جينيا في الحمض النووي بحيث يفقد الإنسان القدرة على الاختيار عندما يقع بين فكرتين أو أكثر . في مثل هذة الحالة يتعطل مركز القرار في الدماغ فلا يجد الإنسان بدا من اتباع السائد أو المتوفر أمامه.
حينها يكتشف أن كل شيء قد تم ترتيبه له مسبقا من عادات وتقاليد ومعتقدات وأديان. كلها جميعا بلا استثناء تصب في مصلحة الشيطان ولو بعد حين. لذلك حرص من قام ببرمجة البشر على أن تأتي التعليمات متناقضة لكنها غير متضاربة بمعنى أن تجد فكرة في اتجاه وفكرة أخرى منحرفة عنها قليلا وبذلك تنحرف بمرور الزمن إلى أن تصل في النهاية إلى عكس الفكرة تماما فتقوم بعمل الشيطان بالنيابة عنه وأنت تعتقد أنك إمام المتقين.
معظم البشر الآن بلا إرادة حرة ولا يستطيعون اتخاذ أبسط القرارات بل يصابون بحيرة شديدة في أمور تافهة ذلك أن كل شيء حولهم يشككم في قراراتهم وهم يشاهدون عشرات الخيارات المتاحة أمامهم فلا يستطيع الواحد فيهم اتخاذ قرار مؤكد وإن اتخذ قرارا معينا يبقى يشكك فيه أو يمكن تشكيكه في قراراته بسهولة.
لقد تم سحب قوة القرار من الإنسان لذلك هو يلجأ لعوامل خارجية باسم المرجعية والتاريخ والتجربة السابقة والأعراف والتقاليد والمعتقدات الدينية. فبعد أن كان الإنسان سيد نفسه صار يبحث في الخارج عن منقذ يختار له. مثلا من شدة سذاجة البشر لدينا في الدين يقولون: “اللهم لا تخيرني ولكن اختر لي”. تخيل هذا الضعف والهزال. الإنسان الذي أكبر قدرة لديه هي الاختيار الحر عجز عن تحديد اختيار واضح لنفسه أو لحياته.
تريد أن تعرف الحقيقة؟ أنت تصنع كل شيء وهذا لا يتم إلا عندما تستعيد قدرتك على اتخاذ القرارات والثقة في نفسك وقراراتك.