كتبت سها نافع
والمرء بالأخلاق يسمو ذكْرهُ
وبها يفضل في الورى ويوقرُ
وأرى:
أن سمو الأخلاق الحقيقي يظهر حين يختلف الإنسان مع الآخرين ، حين تتحول العلاقات المتوافقة المتوازنة إلى تقلبات ، حين يتعكر صفو المياه الهادئة وتصبح أمواج ثائرة متلاحقة ومتلاطمة .
وقتها يملأ الغضب الصدور ويسري العند في العقول وتسود القلوب غمامة تغطي وتطغى على ماكان فيها من صفاء وراحة ونور .
وتظهر أنت :
غافلًا متغافلًا عن صغائر الأمور ، متسامحًا عن بعض الزلات والهفوات ، محتفظًا بهدوء الأعصاب ، وحلاوة اللسان وسعة الصدور ، لا لشيء سوى أنك تشتري خاطر من أحببته يومًا وأنزلته مكانًا في قلبك وأفضت عليه من مشاعرك ورجاحة عقلك وأوليته من وقتك واهتمامك ، وتعلمت كيف تكون في جميع أوقاتك آسرًا للقلوب ، ساكنًا للمشاعر ، مسيطرًا على العقول .
فليس الجمال فقط في أن تحتفظ بكل هذه الخصال في القرب فأغلبنا يمتلكها بطبيعة الحال .
ولكن
الجمال كل الجمال من يمتلكها ويحافظ عليها ويعمل بها حتى في البعد .
وستمر بك الأيام وتهدأ جراح الخلاف والأختلاف والآلام وستبقى وقتها سيرتك العطره وأخلاقك الكريمة في البعد قبل القرب أجمل ذكرى .