القاهرية
العالم بين يديك

الثبات على الحق

944

بقلم _حسن محمود الشريف

إنَّ المراهنة على انتهاء هذا الدين بشعائره العظيمة وفرائضه ، بل وسننه ، مراهنةٌ خاسرة لم تفز يومًا منذ زمن البعثة ايام الجاهلية حتى هذا الزمان ؛ وأنَّ الإسلام لا يموت ، لكنه يمر بفترات تمحيص ينجو فيها أهل الصدق، ويسقط فيها مرضى القلوب في أوحال الانتكاسة ، فنحتاج إلى الصبر والاحتساب .
واعلم أنه ستمر بك أيامٌ عجاف، القابض فيها على دينه كالقابض على الجمر ، سيُحزنك الواقع،وتؤلمك المناظر،
ولا يغرنَّك في طريق الحق قلة السالكين ،
ولا يغرنَّك في طريق الباطل كثرة الهالكين ،
أنت الجماعة ولو كنتَ وحدك { إنَّ إبراهيمَ كان أُمَّة }
كن غريبًا .. وطوبى للغرباء، وهذه المشاعر عظيمةٌ عند الله، ودليل خيرٍ وقر في قلبك ،
لا تنحرها بسكين الانتكاسة ولكن تحتاج إلى الثبات على الحق ، وعلى المسلم أن يعرف دينه، وأن يتمسك به، وأن يسأل الله الثبات عليه، وأن يموت عليه فقد جاء في الحديث: “إِنَّ العبد لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ العبد لَيَعْمَلُ ..
والحياة عبارة عن رحلة كلنا نعلم محطة النهاية ، لكن لا احد منا يعلم متى الوصول ، لذا تجهز لرحيلك عنها قبل أن ترحل فجأة .
لا عليك بما يقوله الآخرين لكن تمسك بدينك ولا تبالي ، فقد جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم – أنه قال : ” سيأتي زمان على أمتي لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ، ومن الإيمان إلا رسمه ، ومن القرآن إلا حرفه ، همهم بطونهم دينهم دراهمهم قبلتهم نساؤهم لا بالقليل يقنعون ولا بالكثير يشبعون ” ، فانجوا بنفسك كي لا تكون منهم .
خاب وخسر نفسه ودينه ودنياه من اتبع الناس وترك تعاليم الدين ، ومن خشي من الناس ولم يخشى من رب العالمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

قد يعجبك ايضا
تعليقات