كتبت/رانده حسن
إختصاصى نفسي
يتبادر للذهن عند القراءة يوجد خطأ ، ولكنها حقيقة إذا فكرنا جيدا فى خلق الله تعالى ، وكثرة مخلوقاته وتنوعها وتعددها ، لكن كيف يكون الحيوان معلم ، كيف نتعلم من الحيوان ونأخذ منه؟!
لو تكلمنا عن الحيوانات لن نستطيع عدها ولا حصرها فلا يعلمها إلا وحده سبحانه وتعالى ، ولكن نستطيع حصر فئة بسيطة منهم مثل:
الكلب ، أولا ذكر الكلب فى القرآن الكريم فى سورة الكهف التى هى من أهم سور القرآن الكريم وقصته لمرافقة الفتية الذين آمنوا بالله وهربوا بإيمانهم وكان مرافق لهم ..وعندما يذكر الكلب دائما يذكر معه الوفاء ..
ولكن فيما بعد نجد الإنسان لم يكتفي بكونه مجرد حيوان عادى لكن علمه ودربه أصبح حارسا للمنازل أو الصيد ، أصبح مرشدا لبعض الأكفاء (غير المبصرين) ، وأيضا مساعدا للشرطة سواء المفرقعات أو الخاصة بالمخدرات والتهريب …وهكذا.
وإذا ذكرنا النحل..نجده أيضا ذكر في القرآن الكريم ، ويحدثنا عن النحل فى اتخاذ البيوت لها وخاصة أنها تتكون من أشكال هندسية غاية في الدقة والصنع الربانى الإلهى وإستخراجها للعسل الذى هو شفاء للناس وكيفية إدارة هذه المملكة بمنتهى الدقة وخروجها للأزهار. والحصول على الرحيق ثم صنع العسل حتى يأتي الإنسان ويحصل عليه ، فى دائرة عملية منظمة من قبل الملكة الأم والشغالات ..دقة ونظام .
والحوت أيضا نجده من الحيوانات المذكورة ولكن كيف نستفاد منه ؟
إن الحوت يعد من أهم وأكبر الحيوانات على الإطلاق ، نتعلم منه أنه كائن حى خلقه الله وهو مأمور من قبله وإطاعة أمره ، فنجد أنه لا يعيش فى بيئة غير بيئته ، أعماق البحار والمحيطات وعندما أمره الله تعالى بابتلاع سيدنا يونس عليه السلام وقصته المشهورة مع الحوت ، الذى ظل داخل بطنه وظل سيدنا يونس يردد لا إله إلا أنت ربى سبحانك إني كنت من الظالمين والحوت يسبح داخل البحر حتى أمره الله بأن يخرج سيدنا يونس ويرجع مرة أخرى لقومه ، نتعلم منه إطاعة أوامر الله .
ومن أدق الحيوانات أيضا نجد حشرة صغيرة النمل الذى ذكر فى القرآن الكريم وله قصص مع الرسول الكريم سليمان
فهو من أدق الحشرات ومملكة النمل مشهورة ومعروف عنها دقتها فى العمل والنظام وكيفية تخزين مؤنة الطعام لفصل الشتاء خاصة فهى تعمل بلا كلل ولا ملل ، مساعدة لأفراد جماعتها ، تستطيع أن تعمل منفردة أو في جماعات خاصة إذا كانت هناك وليمة من الغذاء تم الحصول عليها …نتعلم الصبر ، النظام ، العمل ، التعاون ، الدقة ، نعمل حتى نحصل على المراد ، نتعلم أن نعمل حساب الزمن وتقلباته المادية والصحية .
الجمل نجد الجمل له أنواع منها :ذات السنم الواحد أو ذات السنمين ،والسنم الجزء العلوى الموجود على ظهر الجمل الذى بخزن فيه طعامه ، ونتعلم منه لقبه سفينة الصحراء ، نعم االلقب الذى يعلمنا أنه حيوان صبور جدا يستطيع أن يتحمل الجوع والعطش داخل الصحراء ذات الحرارة المرتفعة والرمال الحارقة ، فتستطيع التحمل على الجوع والعطش خاصة أيام الصيام.
السلحفاة ، يتبادر سؤال سريع وهل نستفاد ونتعلم من أبطأ حيوان ؟
فى حياتنا المعاصرة عندما نريد أن نصف غيرنا بالبطىء نقول له أنت بطىء كالسلحفاة ، لكن هل سأل أحد نفسه لماذا هى بطيئة لذلك الحد؟
إن السلحفاة هى الكائن الوحيد الذى يسير فى الحياة حاملا منزله على ظهره ، وبحكم كونه ثقيلا (كى يحميها من الحيوانات الأخرى) فذلك يقلل من حركتها وسرعتها ، ولكن من أهم مميزات السلحفاة ونتعلمها أنها لا تيأس وتستمر فى الحركة والسعى حتى تصل لهدفها ومبتغاها ..كقصتها المشهورة التى نرويها لأطفالنا مع الأرنب السريع الذى تسابق معها وقال أنها بطيئة لن تستطيع أن تسبقنى وظل نائما بينما هى استمرت هى فى السباق تسعى حتى فازت عليه ..
ولن أنسى الطيور وعالمها ، فهى تبنى بيوتها بنفسها وتعده ثم تعيش فيه مع بيضها (أولادها) حتى يتم الخروج منه ، ثم تسعى فى ملكوت الله حتى تحصل على طعامها لها وصغارها ..نجد الحديث الشريف عنها يقول :تغدو خماصا وتعود بطانا …بمعنى تخرج للبحث عن الطعام خاوية البطن وترجع بالطعام مليئة البطن ، تسعى للحصول على رزقها ، كما يسعى الإنسان للحصول على العمل وكسب رزقه بالحلال والبعد عن الحرام كما أمر الله تعالى .
ولنا فى خلق الله أمثلة ونماذج كثيرة لا تعد ولا تحصى ولكن حاولت ذكر نبذة مقتطفة عنها ، إن التعلم من الحيوان لا يحط من قدر الإنسان بالعكس كلنا جميعا مخلوقات الله والله فضل الإنسان فقط ولكن ذلك لا يمنع أن يتعلم الإنسان من غيره حتى لو كان حيوانا لا يتعلم إلا ماينفع فقط ويبتعد عن الصفات السيئة بالحيوانات كالإفتراس ، والغدر ، والمكر
نتعلم مايفيدنا ويساعدنا مع بعضنا البعض لنبنى مجتمع مترابط متماسك متعاون .