بقلم / عاليا عمرو أبو العزم
جميعنا يعرف الحكمة المشهورة ” انظر للنصف المملوء من الكأس” ولكن، أي سائل في هذا الكأس ؟ كل واحد سيستشعر هذا المثل بأسلوبه الخاص ولكن بالنسبة لي فهو يذكرني بالقهوة.
معروف عن القهوة مرارتها، وقدرتها على إفاقتك أو أنها قد تحتسى مع الحليب أو السكر أو حتى مكعبات الثلج، ولكن كل هذه إضافات. الأصل وحده القهوة، تماما كهذه الحياة أصلها مر وحلاوتها إضافات، هنالك من يحب قهوته من غير أي إضافات، فهل تساءلت لماذا ؟ فقط لأنه يستطيع استخراج حلاوة خفية من هذه المرارة فيتعامل ويتكيف مع هذه الصفة. على سبيل المثال، قد يرى بعض الناس أن كونك أبا أو أما شيء مرهق مليئا بالمرارة بشتى أنواعها ، ولكن هنالك آباء و أمهات يرون أن أولئك الأطفال نعمة لا نقمة حلاوة لا مرارة وبذلك يتكيفون مع مرارة وصعوبة التربية لينشئوا أُناسا صالحين يملؤن حياتهم بالبهجة والسرور.
أما البعض فيفضل قهوته بالسكر أو الحليب أو حتى الثلج وفي بعض الأوقات قد تكون هذه الإضافات اختيارية أما في أوقات أخرى فتكون إجبارية وقد تأتي على شكل هدية أو معجزة في رشفة ملآنةٌ بالمرارة.
قد تولد بكوب مليئ بالسكر ولكن إن لم تتكيف مع السكر فقد يُمرضك، قد تولد وفي كأسك حليب أو ثلج ، وقد تولد من دون إضافات قد تولد بكأس مرةٍ وأنت فقط من تحليها باختيارك للأشخاص والأشياء التي قد تود إضافتها.
نهاية تذكروا يا شاربي القهوة أن الله لا يُحمل نفسا إلا وسعها فإن رزقت بكأس لا شئ فيها إلا القهوة فاعلم أن الله عز وجل يمتحن من يحب. ولا تنسى أنها رشفة من الكوب ستُبلع وتتركُ أثرها فيك وتنتهي المرارة وستُعَوض بعدها بإفاقة لا يشعرها سوى شاربي القهوة. ولذلك يا أعزائي فإن مرارة هذا النصف نعمة لا نقمة وتذكروا مع كل رشفة أنها مجرد رشفة وأن الحياة نعمة من الله يجب حمده وشكره عليها حتى تنتهي من احتساء كوب القهوة.