كتب_د.فرج العادلي
بداية: سميت بأيام التشريق؛ لأنهم قديما كانوا يشرقون فيها اللحم، فيقطعونه شرائح ثم يُقددونه، أو يجففونه تحت أشعة الشمس؛ لبيقى محفوظا مدة أطول، ويمكنهم ذلك من العودة به إلى الديار صالحا.
وقيل: إنها سميت بذلك؛ لأن صلاة العيد تكون بعد شروق الشمس، ولأن الأيام كلها عيد أخذت صفة اليوم الأول، فسميت كلها بأيام التشريق نسبة لليوم الأول.
وهي أيام أكلٍ وشربٍ، وذكرٍ لله تعالى.
وإليك أعمالها:
١_ يذهب الحاج إلى منى ويبيت فيها لرمي جمرات الأيام الثلاثة، والمبيت بها واجب كما ذهب جمهور الفقهاء عدا الحنفية؛ فإنهم قالوا أنه سنة، والراجح قول الجمهور، فيجب المبيت بمنى هذه الأيام الثلاثة.
٢-ولا يجوز أن يترك الرمي في اليوم الأول والثاني من أيام التشريق، ومن ترك شيئا من ذلك وجب عليه دم،
وأما اليوم الثالث فلا يجب بتركه دم إن تعجل السفر لضرورة ما.
والأفضل أن يرمي أيام التشريق جميعا، ويبيت في منى الأيام الثلاثة، أو على الأقل، يذهب في كل يوم ٍ بعد منتصف الليل للمبيت في منى، ثم يرمي الجمرات.
٣- يبدأ وقت رمي الجمرات من زوال الشمس، وهو قت الظهيرة حتى غروب الشمس، وهناك من قال بجواز الرمي قبل الزوال، وليس عليه دليل، لأن النبي-صلى الله عليه وسلم- رمى بعد الزوال، وقال خذوا عني مناسككم،
وأما من تعجل في يومين فيجوز له الرمي ليلة الحادي عشر، والثاني عشر.
٤_ يجوز للنساء الأخذ ببعض الأقوال التي تجعلها تبتعد عن مزاحمة الرجال، فيمكن أن ترمي قبل الزوال بقليل.
٥- رمي جمرة العقبة الكبرى تكون من جهة واحدة، والوسطى والصغرى من جميع الجهات.
هذه أعمال الحج قد تمت بفضل الله تعالى.
ولكن ذكرنا أن الحاج المتمتع أتى بعمرة وكذلك القارن وعليهما دم، أما المفرد فلم يأتِ بعمرة فماذا يصنع؟
هذا ما سنتناوله في المقال القادم بإذن الله.
يتبع…