القاهرية
العالم بين يديك

الحادي والثلاثون من أيار

441

 

د/عصام علي

 

حدثها بعد غياب شهر من انقطاعهما :” كل عام أنتِ فيه أجمل .

– لم أكن أتوقع معايدتك ، لكني لم أندهش من مفاجأتك، فأنت من يكسر كل توقعاتي بمفاجأته!

– هل كانت معايدتي أجمل معايادات يوم ميلادك هذا العام ؟!

– الحقيقة لا، فأنا أنتظر أخرى – ربما لن تأتي – من صديقة مقربة !

( صمت يخيم على المكان )

– حسنا سيدتي … كوني بخير ..

يمر العام وتصبح معايدته الأجمل لها ، معايدته هي كل ما تنتظر ، لكنه يحرمها منها ؛ ليهب داخلها السلام ، ليمنحها رؤية العالم من غيره ، فلقد أصبح عين أخرى ، وأصبح سمع أخرى ، ونبض أخرى يتوقف في غيابه!

أراد بغيابه أن تبصر الحياة دون الوقوف على أكتافه ، يثق في قوتها من غيره لكن الأخرى تحتاجه أكثر ، الأخرى هو بالنسبة لها آخر أمل في الحياة وانسحابه من حياتها يعني ضياعها؛ لذلك لم يأتِ ، ولن يأتي ، وعليها أن تقر بالأمر ، وتبني منزل حياتها دون الاعتماد عليه عمادا !

 

لم يأت لكنه علمها معنى كيف تعيش الحياة لغيرها ، علمها كيف تحيا من أجل رتق القلوب ، علمها كيف هي بداخله ، وأنه ذاكرها في سره ، ويخشى أن يحدث بها في جهره ؛ ليس لعجزه أو لخوفه بل لأنها أصدق من حقيقة عمره !

قد يعجبك ايضا
تعليقات