شهادة الزور بين الشريعة والقانون

كتب_محمد حسن 

_ أولا شهادة الزور في الشريعة:-

– تعد هذه الجريمة من أعظم الكبائر والمنكرات لأنها يترتب عليها ظلم كبير للمشهود عليه وقد حرم الله عز وجل هذه الجريمة في القرآن الكريم حيث قال سبحانه وتعالى:-

( فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور) ‘الحج’

– ويقول النبي صل الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:-

( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قلنا بلى يا رسول الله قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور )

_ فشهادة الزور من الأمور التي حذر منها الإسلام وذلك كما فيها من ضياع للحقوق والاعتداء على الآخرين بأموالهم وانفسهم بغير حق.

_ وشهادة الزور ليست من صفات المؤمنين والصالحين فقال الله تعالى :٠

( والذين لا يشهدون الزور واذا مروا باللغو مروا كراما )

_ و يترتب على شهادة الزور أضرارا كثيرة ومنها :-

١- خداع الحاكم وإظهار غير الحقيقة له مما يؤدي إلى الحكم بالباطل.

٢- ظلم من شاهد له لأنه بشهادته أوجب له ما ليس من حقه.

٣- ظلم من كانت الشهادة ضده لأنه أخذ منه مالاً أو أرهق حقه بغير وجه حق .

٤- نفاذ المجرمين من تلقي العقوبة التي يستحقونها .

٥- إنتهاك الحرمات وإهدار النفس بغير وجه حق .

٦- الحكم على المشهود له بتزكية النفس وهو ليس أهلا لذلك.

٧- القول في دين الله بغير علم

* عقوبه شهادة الزور في الشريعة الإسلامية:-

_ حذر الله رسوله من هذه الجريمة العظيمة وحكمها التحريم بإجماع الفقهاء وليس هناك عقوبة مخصوصة في الشرع لشهادة الزور وإنما عقوبتها التعذير .

– حيث يتم تقدير عقوبة شهادة الزور من قبل الحاكم أو القاضي ولا خلاف بين الفقهاء حول ذلك ولكنهم إختلفوا في كيفية التعزير.

-فقال الشافعية والحنابلة وبعض المالكية أن تعذير شاهد الزور يكون إما بحبسه أو جلده أو كشف رأسه وإهانته وتوبيخه.

وقال أبو يوسف ومحمد وبعض المالكية أن عقوبة شاهد الزور السجن والضرب.

ثانياً :- الشهادة الزور في القانون:-

– تتحقق الشهادة الزور في حالة إصرار الشاهد على الأقوال الكاذبة التي يقوم بالإدلاء بها أثناء الدعوى الأصلية التي تقام أمام المحكمة.

– اما في حالة رجوع الشاهد عن الأقوال الكاذبة أثناء المرافعة فإن هذه الأقوال تعتبر كأنها لم تكن.

وهناك عدة شروط يجب توافرها لإعتبار الشهادة شهادة زور وهي:-

1- أن يكون الشاهد قد حلف باليمين أمام المحكمة .

2- أن يقصد الجاني بشهادته تضليل القضاء.

_ وذكرت محكمة النقض أن الإدلاء بأقوال مغايرة للحقيقة في محاضر جمع الإستدلالات والتحقيق لا يتحقق بها جريمة التزوير وأن الشهادة الزور مشروطة بأن تكون أمام المحكمة بقصد تضليل العدالة.

وبالتالي أي شهادة مغايرة للحقيقة في محاضر التحقيق وجمع الإستدلالات ليست بشهادة زور.

 

*عقوبة شهادة الزور في القانون المصري:-

_ نصت المادة 294 على أنه:-” كل من شاهد زوراً لمتهم في جناية أو عليه يعاقب بالحبس”

– كما نصت المادة 295 على أنه:-” إذا ترتب على هذه الشهادة الحكم عن المتهم يعاقب من شاهد عليه زور أو بالسجن المشدد أو السجن أما إذا كان كانت العقوبة المحكوم بها عن المتهم هي الإعدام ونفذت عليه يحكم بالاعدام أيضاً على من شهد عليه زوراً”

_ ووفقا للمادة 296 “يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين كل من شاهد زوراً على متهم بجنحة أو مخالفة أو شهد له زورا ”

_ كما نصت المادة 297 على أنه:-” كل من شهد زوراً في دعوى مدنية يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين”

_ ونصت المادة 298 على أنه:-” إذا قبل من شاهد زوراً في دعوى جنائية او مدنية عطية أو وعدا بشيء ما يحكم عليه هو والمعطي أو من وعد بالعقوبة المقررة للرشوة أو للشهادة الزور إن كانت هذه أشد من عقوبات الرشوة.”

_ ونصت المادة 299 على أنه يعاقب بالعقوبات المقررة لشهادة الزور كل شخص كلف من سلطة قضائية بعمل الخبرة أو الترجمة في دعوى مدنية أو تجارية أو جنائية فغير الحقيقة عمداً بأي طريقة كانت”

_ كما نصرت الماده 300 على أنه:-” من أكره شاهدا على عدم أداء الشهادة أو على الشهادة زوراً يعاقب بمثل عقوبة شاهد الزور مع مراعاة الأحوال المقررة في المواد السابقة.”

_ ونصت المادة 301 على أنه:- ” من ألزم باليمين أو ردت عليه في مواد مدنية حلف كاذباً يحكم عليه بالحبس ويجوز أن تزيد عليه غرامة لا تتجاوز 100 جنيه” .

واخيرا فالأصل أن شهادة الزور جنحة وليست جناية وبالتالي لا تصل عقوبتها إلى الإعدام إلا في حالة واحدة فقط وهى في حالة الحكم على الجانب بالإعدام في القضية التي شهد فيها شاهد الزور وشروطها شرطين هما :-

١ – أن يحكم على الجانب بالإعدام .

٢- أن يكون الحكم قد نفذ في هذا الجاني.