القاهرية
العالم بين يديك

” البركان”

114

قصة قصيرة بقلم/ كمال مبروك

متابعة/ عبد الله القطاري من تونس
……كم جميل هو منظر البركان يُلقي بأبخرته في السماء ليشكٌل لوحات جميلة جلبت اليها الزوار من مختلف انحاء العالم.
نحن الآن في سان سيبيار في المارتينيك.
ثوره بسيطة لبركان بيلييه سنة 1851 جعلت المارتينيك قبلة الزوُار للتنزه والتمتع لمشاهده الأدخنة الصادرة من كأس البركان.
_”يا لروعه المشهد…
سآخذ صورا تذكارية إنه مشهد لا يتكرر…

مع تصاعد الأبخرة وتكاثفها أخذت الحيوانات في الهجرة عن المكان والبحر يُصدر اصوات زمجرة،ويعلو صوته، كأنما حال لسانه يريد ان يفصح عن سر دفين وقد خانته الكلمات واختنق بالعبرات مع ارتفاع درجة الحرارة.
لم يطل انتظارنا .خرج الجنرال “موتيهابيانا “ببيان للشعب يوم 5 ماي 1851 لطمأنته بعد ان إجتمعت لجنة علميه أكدت أن لا خطر على السكان.
يبدو أن إنسياب الأوحال الجارفة التي إنسابت فوق السفوح… ووفاة اكثر من 20 عامل بمصنع السكر لا يعدُ خطرا حقيقيا ولا مؤشّرا لإنفجار. بركانيّ..
نحن في ظرف حاسم ما قبل الانتخابات لذا فإنً السلطة لا تسمح بالفوضى وقد أكد الخبراء ذلك.
ولكن للبركان قول آخر.

ثلاثه أيام، ،،ثلاثة أيام فقط حسمت المسألة .

8 ماي 1851 نفث البركان غضبه… دخان أسود لمدة ثلاثه أيام يصّاعد ثم أسدل على المنطقة غلالة قرمزية داكنة.
خبر عاجل
إستعد الجميع للفرار لكن جاء قول الفصل وكذّب البركان البيان. مع الساعة 8:00 صباحا إنفجر البركان والقى بحممه من القمة_ قمة الجبل_ وانسابت عبر وادي النهر الأبيض سحابة دخان سوداء شبيهة بسيول من النيران المنهمرة والملتهبة, في مشهد رعب لم يتوقُعه الجنرال “موتيهبيانا”.. .إندفعت السيول الجارفة والملتهبة تحرق الأخضر واليابس متٌجهة صوب الميناء لتصله في زمن لم تتوقعه اللجنة العلمية،زمن لم يتجاوز الثلاثين ثانية. ثلاثين ثانية كانت حاسمة لتأكٌد الخبر العاجل الذي أعلن عن مقتل 68 ألف شخص…
جاء في أحد الكتب خبر أورده القاص كمال المبروك :”لم ينج من هذه الثورة سوى بعض من كانوا على ظهر سفينتي الشحن رودام روما ريما…وكذلك مسجون أسود رأت السلطات أنه ينبغي أن يسجن.. .
للحكاية بقية :
بعد عدة أيام لفظ البركان عمودًا ضخما من حمم و صخور الأنديست…
حمم وصخور ذائبة تكفُلت العوامل الجوية بتفتيتها .
وتشكّل الجبل مرٌة أخرى ….

كمال المبروك
الأحد 21 ماي 2023
قليبية تونس.

قد يعجبك ايضا
تعليقات