القاهرية
العالم بين يديك

النار والنور

142

كتبت/ رانده حسن
إختصاصى نفسي

النار والنور مصدر من مصادر الإضاءة التى تضيء للناس الحياة خاصة بالليل أو الأماكن المظلمة.
لكن النار والنور توجد فى حياة البشر جميعا بمعنى آخر ،خلق الله الجان من النار وهناك من البشر على شاكلة الجان هناك نار توجد داخل قلوب البشر ،تأكل من روحهم وطاقتهم وحياتهم وعيشتهم مع المحيطين والذين يتفاعلون معهم ، نار الحقد الدفين والغيرة والغل والحسد والسحر والعين والكره كل مايؤذى الغير ، يتمنون لهم الشر بل أحيانا الموت ، كى لايشعروا بأنهم على قيد الحياة ، لماذا كل ذلك ؟!السؤال الذي يطرح نفسه ، لأنهم يشعرون بأنهم افضل منهم ، لديهم ماليس عندهم ينظرون إلى ما فى أيدى غيرهم ويتمنونه ، العامل الرئيسي هنا عدم الرضا ،نعم ، عدم الرضا بالمقسوم من الله سبحانه وتعالى ،عدم الحمدلله على الضراء قبل السراء ، الإعتراض (حاشا لله وحده)على قضاء الله وقدره ، كل ذلك وأكثر يجعل النار تزيد وتزيد داخل القلوب والعقول وتنهش من الروح ، ويظهر على السلوك والتصرفات والكلام مع الغير ، وأيضا يظهر على الوجه وعلى الملامح عليها هذه النار التى قبل أن تؤذى الغير تؤذى صاحبها غضب الله عليه فى الدنيا والآخرة وإبتعاد الناس عن هذه الفئة الضالة وتجنبها وعدم التعامل معها هو مايتوجب فعله.
النور
إن الله تعالى خلق الملائكة من النور تسبح وتقدس الله وحده إلى يوم الدين ، تطيع الله ولا تعصى له أمرا ، وهناك من البشر من يحب الله تعالى ويطيعه ويطيع أوامره ويتجنب نواهيه يحب الخير لكل الناس قبل نفسه ، يتمنى رضا الله وحب الله ومن بعده حب الناس يسعون لقصاء حوائج الناس ، يسيرون بين الناس بالحسنى والكلام الطيب ملامحهم بريئة وبشوشة تبتسم ، تتمنى وتدعو لكل من حولهم ، طاقة الخير التى داخلهم تضىء وجوههم بنور مشرق ، فكل من يراهم يقول (وجهه منور) لأن طاقة الخير والحب والعطف تنور الروح الذى يظهر على الملامح الرئيسية للإنسان.
كل البشر منذ بداية الخلق إلى نهايته داخلهم النار والنور ، وكل إنسان بيده وحده أن يتواجد بطاقة النار أو بطاقة النور .
إن الخير بين ، والشر بين وبينهما مشتبهات ، ويجب على كل إنسان عاقل بالغ مكلف ، أن يعتدل فى حياته ومعيشته ودنياه وآخرته ، يعمل بما أمر الله ويبتعد عن ما يغضب الله ويغضب الناس أيضا
يعرف حقوقه وينفذ واجباته ولا يتعدى على الغير ، عند شراء أى جهاز نجد معه كتيب التعليمات للتشغيل تجنبا لسوء الإستعمال ، وإذا كل فرد داخل أى مجتمع اتبع الخطوات والمنهج الذى خلقنا عليه الله تجنبنا كثير من المعاصى الدينية والدنيوية.
إن الأثر الذى يتركه الإنسان في العالم إما يكون حفرا على الحجر ينقش ويعيش مدى الحياة ، أو أثر على الرمال مجرد هواء أو ماء أو عامل آخر يجعله يطير فى مهب الريح كأنه لم يكن.

قد يعجبك ايضا
تعليقات