القاهرية
العالم بين يديك

المرتشون يتساقطون

383

 

كتب _عادل النمر

لقد ٱن الأوان لمحاسبة الفاسدين والمرتشين ، واسترجاع الاموال المنهوبة.. ولابد أن تفتح ملفات الفاسدين والمرتشين ، واتخاذ قرارات جريئة، ومحاسبة الفاسدين أينما كانوا ومهما كانت مكانتهم الإجتماعية أو صفتهم الوظيفية . واللافت للنظر أن الفاسدين والمرتشين معروفون للناس جميعا .
لا شك في أن جرائم الفساد الإداري والاجتماعي، هي من الجرائم التي تمس هيبة الدولة ونظامها السياسي، كما أنها تمس بالاقتصاد الوطني، ولا شك أيضًا أن هذه الجرائم تمس المنظومة الأخلاقية للمجتمع.
أصبحت الرشوة أسلوب حياة فى المصالح الحكومية والمجالس المحلية والمؤسسات التعليمية حيث يحصل بعض مديرى المدارس على رشوة من أولياء الأمور من أجل قبول طلبات تحويل أبنائهم إلى المدرسة وكذلك الحصول على رشوة من المعلمين للتستر عليهم والسماح لهم بإعطاء دروس خصوصية وكذلك أخذ مبلغ من المال عن كل فصل يقوم المعلم بالتدريس له . ، وكأن المدير امتلك المدرسة وأصبحت ملكية خاصة له . وهذا لا يمنع أن هناك عدد كبير من المديرين لديهم ضمير شرفاء يخافون الله .
فلابد من تفعيل قانون من أين لك هذا على جميع الموظفين والعاملين بالدولة . ولا بد من مقارنة الدخل بالممتلكات مثل الأراضى والعقارات والسيارات والحسابات فى البنوك . فالدخل لايتناسب مع الممتلكات التى يملكها المرتشون .
أن الرشوة والمحسوبية والوساطة كفيلة بهدم أي أمة وإخراجها من التاريخ وينتشر فيها الحقد والكراهية والجريمة لأن الأمم لا تتقدم إلا بالعدالة الاجتماعية ومصير أي أمة يتوقف على ثقافة أبنائها وعلى تطبيق القانون فيها .
وأنا على يقين وأؤكد أن كل موظف صغير فاسد يساعده ويحميه مسئول كبير فاسد ، وإذا وقع هذا الفاسد الصغير يدافع عنه المسئول الكبير ويستغل نفوذه الوظيفى فى الدفاع عنه لأن المصالح مشتركة بينهما ويطلب الخروج الٱمن لهذا الموظف الفاسد من كل قضاياه .
لابد من القضاء على استغلال النفوذ الوظيفي والتزوير وسوء الاستعمال الإداري وتبديد المال العام.
لابد من التأكيد على تواجد ثقافة الحلال والحرام داخل المجتمع والتعليم الجيد والتربية على الأخلاق الحميدة .
ولابد من تغليظ العقوبات لأن المتهم أو المخطئ عندما يعاقب عقوبة مغلظة يكون عبرة لغيره، ومن هنا نقضى على الفاسدين.
فاستخدام الوظيفة العمومية للتربح وتحقيق مكاسب خاصة دون وجه حق ينطوي على ظلم وإجحاف؛ فهو يحرم الفقراء من الموارد، كما يقوض تقديم الخدمات للفئات الضعيفة، ويضعف العقد الاجتماعي.
بالطبع فإن تساقط المرتشين على أيدى أجهزة الرقابة أمر إيجابى، يعنى أن هذه الأجهزة تتابع وتراقب، وأنها بالفعل حاصلة على صلاحيات، لكن من الصعب فى ظل هذه المنظومة المعقدة أن تتساقط كل حالات الفساد والرشوة .
إن القيادة السياسية تضع محاربة الفساد ضمن أولوياتها، وإعطاء تعليمات واضحة للتركيز على مكافحة الفساد، والتصدي لكل أشكاله في مختلف أجهزة الدولة .

‏ نسأل الله ألا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا .

( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله )

قد يعجبك ايضا
تعليقات