القاهرية
العالم بين يديك

دوام الحال من المُحال

111

رمضان رجب
دوام الحال من المُحال: هو قرار الإنسان في نفسه وأن يجعل الفِكر السليم هو السائد في حياته لتدوم الايجابية وتستمر معها الحياة، بل ويصدر قرارًا بأن إذا كان دوام الحال من المُحال فعليه أن ينميّ أفكاره ويطورها لتغييّر الحياةْ إلى الأفضل، فالإنسان يظل يتأرجح في هذه الحياة بين هذا وذاك، لينضج شيئًا فشيئًا لآخر يوم في حياته.

دوام الحال من المُحال ليست مُطلقة: فطبيعة الحياة برمتها تقوم على التحول الدائم، بل حتىٰ في أنفسنا نلاحظ التبدلات والتغييرات اليومية، ومستوىٰ الفِكر الذي من خلالة يتولد رجاحة العقل، التغيرات الجسدية التي تحدث منذ الولادة وحتىٰ الممات، كثير من علماء الاجتماع رصدوا تحولات كبيرة حدثت في المجتمعات، خاصةً مع دخول التقنيات الحديثة فنحن اليوم نعيش في عصر الميتافيرس والذكاء الاصطناعي.

فالتغير يجب أن نتعامل معه بذكاء ومهارة، لمُواصلة الركب، لا أن تقف مُتفرج، والشواهد مُتنوعة لأمم تخلصت من تركات الماضي المُحملة بالخلف، وإن الحياة أشبه ما تكون بموجات البحر لا يقبل في جوفه الموات، ولولا تقلب أحوال الحياة بالناس ما تعلم الجاهل، ولا تواضع المُتكبر ولا خنع المتغطرس المغرور للحق الذي للناس عليه.
العِبرة ليست بالزمن فقط فحسب، ولكن رغبة الإنسان في الاحتفاظ بمقتنياته الثمينة تجود دائمًا بالنفع، سواء كانت ثروة أو نجاح أو شخص، فلو قررت الاحتفاظ بأغلى ما لديك، فتأكد أن الحال سيدوم، ولو تغير سيكون بالقطع هذا التغير للأفضل.
نهايةً أرىٰ أنه من المُحال دوام الحياةْ دون الموت، ومن المُحال دوام حال التاجر إلا أن يظهر للناس عجزه في المتعة بالثراء، وأن تعبه وإهدار حياته فيما يرجه من تجارته على حساب راحته وصلاح باله، وقد يُرزق التاجر المال ويُحرم الصحه والأولاد مع تمنيه ذلك، ويُعطي الفقير الصحه والأولاد، ويحرم من المال ويذوق شطف الحياة.

قد يعجبك ايضا
تعليقات