كتب :د.فرج العادلي
بداية أقول: إن هذه المسألة مختلف فيها بين الفقهاء، والمحدثين.
فذهب بعض الفقهاء إلى القول بجواز الزيادة على النص الوارد عن النبي-صلى الله عليه وسلم- شريطة أن يكون الإمام عالمًا باللغة، والعقيدة حتى لا يدعو خطأ ولا يجيزون التطويل الشديد.
وذهب بعضهم إلى أن للإمام أن يقتصر على الدعاء المأثور في الأحوال العادية، ولا يزيد عليه إلا في النازلة وتكون الزيادة مرتبطة بالنازلة وحسب، كنازلة الزلازل مثلًا،
فيدعو بالمأثور عن النبي- صلى الله عليه وسلم- ثم يطلب من اللهِ تعالى الحفظ من الزلازل ولا يتطرق لغيره.
وذهب بعض المحدثين إلى عدم جواز الزيادة على المأثور ولو كلمة واحدة، بل ولا يجوز أن يستبدل كلمة مكان كلمة
والدعاء المأثور هو
«اللهمَّ اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولَّني فيمن تولَّيت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وَقِني شرَّ ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يُقضى عليك ، إنه لا يذلُّ من واليت ، ولا يعزُّ من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت ) فلا يجوز الدعاء بغير هذا عندهم
واستدلوا على ذلك من وجهين:
الوجه الأول: أن الصلاة تعبد وتوقيف ولا يجوز فيها الزيادة على ما ورد عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فمن زاد سجدة مثلًا وكان متعمدًا بطلت صلاته. وكذلك تعمد الزيادة على ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله صلوا كما رأيتموني أصلي.
الوجه الثاني: لأن النبي _صلى الله عليه وسلم- كان يعلم أحد أصحابه الكرام دعاء النوم : وهو اللهم أسلمتُ نفسي إليك، ووجهتُ وجهي إليك… إلى أن وصل إلى ونبيك الذي أرسلت… فبدل الصحابي كلمة وبنبيك فقال وبرسولك الذي أرسلت
فضربه رسول الله على صدره وقال له وبنبيك الذي أرسلت. فلم يستبدل كلمة الرسول بالنبي مع إن المعنى لا يختلف كثيرًا
فدل ذلك على عدم جواز الزيادة على القنوت المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والراجح: هو القول بالالتزام بالمأثور عن النبي-صلى الله عليه والسلم- في الأيام العادية؛ لأن فيه الخير والكفاية فخير الهدي هدي محمد- صلى الله عليه وسلم- والزيادة عليه لا تكون إلا في النازلة لأن هذا ما فعله رسول الله-صلى الله عليه وسلم- في بعض النوازل.
كذلك لأن في هذا خروجًا من الخلاف والخروج من الخلاف مستحب.
لكن من أخذ بأي قول آخر فلا إشكال إن شاء الله.
والله أعلى وأعلم.