كتب _محمد القماش
وقف إمام المسجد يصلى صلاة الفجر ويقرأ وفجأة حدث عطل فى الميكسر والميكروفون فاصبح صوت الشيخ غير واضحًا فى القراءة وعانى من ذلك هو نفسه وكل من وراءه من المصلين لعدم سماعهم القرآن الكريم جيدًا مع العلم أنه يمتاز بصوته الجيد وحب الناس له وهذا أى ما حدث لا يعيبه إذ أنه خارج عن إرادته فلما فرغ من الصلاة فوجئ برجلٍ كبير طاعن فى السن ولكن صحته إلى حد ما جيدة فوجئ به يندفع نحوه ويقول له بلغه صعيدية ما معناه ماسمعت شيئًا مما قولت بعصبية وبصوت عالٍ دك قرف(ارف)انت مغنى ولا قارئ إيه ده؟
وهكذا راح يسب الشيخ الذى لا ذنب له ويكيل التهم له فما كان منا إلا إننا اندفعنا نحوه وحجزناه واعتذرنا للشيخ الذى رد بعظمة وأدب انا مش زعلان .
ناهيك عن ذلك ظل جالسًا فى هدوء وانشغلنا بالرجل المنفعل لا على شئ فاخذ يكيل لنا الإتهامات والافتراءات كمجلس إدارة وسط استغراب الكل واندهاشهم وقف رجل آخر معروف بعصبيته ومشاكله يدافع عن الرجل المنفعل الذى لم يهنه أحد وانفعل هو الآخر ،فتعليقا على ذلك يُقال: حمق حمقًا فهو أحمق،ويقال تحمق أى أدى الحمق،ويقال حمقى-حُمقاء(بضم الحاء)-حَمقاء(بفتح الحاء)
وفى المثل الشعبى يقول الناس(فلان حِمقي)أى ينفعل لاتفه الأسباب،ويثور لأقلها،أو ربما كانت ثورته أكثر من اللازم،والأحمق يغضب قبل أن يفهم كما يقول الفلاسفة ،وكما هو معروف،ولذلك يقولون أن الغرور نوع من الحمق،لأن المغرور ينفعل ويغضب لنفسه كثيرًا ،وعلى أشياء تافهة أيضًا،ولنا فى رسول الله اسوةٌ حسنه،إذكان رسولنا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم لا يغضب لنفسه أبدًا ،بل كان يغضب لله ،إذا انتًهكت محارمه،والناس تقول على الحمقي (ابن سبعه)وهذا خطأ،ويقولون (يعمل من الحبة قبة),ويقولون(قطه جمل),عافانا الله وإياكم من كل ذلك وكل عام أنتم بخير بمناسبه شهرنا العظيم رمضان .