كتب_معاذ طه
فكنا قد تعاهدنا سويا أول الأمر ألا ننقطع ولا تأخذنا مشاغل الحياة
‘قليل دائم’ هكذا زعمنا خير من كثير ينقطع!
وبدءنا المسير … الٓم، ذلك الكتاب.. غمرتك سعادة عند آخر الجزء! وفرحة عند ختم السورة! ‘سورة البقرة’
جزء تلو جزء، وسورة تليها السورة
أتذكر !؟
وقت ان كنا نتوقف عند آية ما، نتبادل المعاني، تستوقفنا الدلالات، تُحيرنا المتشابهات!!
مجالس القرآن، وصحبة الطيبين، وأوراد الحفظ والمراجعة، وبركة ترديد أحرفه، وانشراح صدرك لإنجاز وِردك، وطمأنينة قلبك ونفسك.. تذكر!؟
وأما بعدُ..
فإنك -ياصديقي- نكثت العهد، وشغلتك الحياة، وانقطعت عن القليل، وهجرت القرآن..
هجرت النور والرحمة والشفاء وينبوع الحسنات وباب الهداية ورسائل الرب جل وعز
أو ربما انك شُغلت بمطالعة كلام غيره عن كلامه، شغلك الذي هو أدنى عن الذي هو خير!
وتزعم انك ستعود يوما، فلا تعود!؟
يزيد الهجران فتتبعه الوحشة وقلة البركة ويحتويك شيطان رجيم
وقد علمت قبلُ -صديقي- أن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته والماهر به مع السفرة الكرام البررة.
وأنك إن رُمت العلم فإن فيه علم الأولين والآخرين منثور، وبركة الدنيا وحسن الزاد للآخرة، وأنس قبرك ونوره، ورفعة للدرجات حين يقال:
اقرأ وارتق ورتل فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرأها.
أقبِل ياصديقي، أقبَل الله عليك برحمته وهدايته قبل ألا تقدر!!
اللهم لا تجعلنا من الغافلين المحرومين.