القاهرية
العالم بين يديك

الأم صانعة المعجزات

414

بقلم/ رانيا ضيف

“مستقبل الولد صنع أمه والأم التي تهز المهد بيسارها تهز العالم بيمينها”
نابليون بونابرت
الأم هي يد الخير في الحياة، المعجزة التي تحوي أصدق القلوب حبا، وأكثرهم شغفا، ولسانا ذاكرا داعيا لأبنائها على الدوام .
أمي هي الفرج عندما تنقطع بي السبل، والحل عندما تمطرني الحياة بمعضلاتها، السند وقت الشدة، والدعم عند الحاجة، المحبة الخالصة،
الحقيقة في زمن الزيف، والصدق في عالم يعج بالأكاذيب .
أجمل الأوقات بصحبتها وأشهى الأكلات من يدي أمي . هي السعادة والدعوات المجابة،
هدية الله في كونه ولمسته الحانية لكل المخلوقات تجسدت في قلب أم .
إليك عزيزتي في يوم عيدك كل الحب والامتنان والعرفان بالجميل .
إليك أيتها العظيمة كل الورود التي زرعتيها في حديقة الحياة على مر العصور .
الأم العظيمة التي ربت واحتضنت واحتوت وجبرت ساعة الانكسار، وزرعت الإصرار وقت احتضار الحلم، وغذت الثقة عند ضياع المعنى .

روى كثير من العظماء دور الأم في حياتهم
فكانت الضوء الذي أضاء نفق الحياة المظلم،
والسكينة وقت زلزلة المشاعر،الهداية في زمن الغواية .
إن كان وراء كل رجل عظيم امرأة،
فوراء كل نجاح ونفع وتقدم في العالم أم عظيمة .
هكذا رأتها أوبرا وينفري :” أعتقد أن اختيار أن تصبحي أماً هو الاختيار لأن تصبحي واحدة من أعظم المعلمين الروحانيين الموجودين “.

” الأمهات لا يتقاعدن أبدًا ، بغض النظر عن عمر أطفالهن ، فهي دائمًا أم ، ومستعدة دائمًا لتشجيع ومساعدة أطفالها بأي طريقة ممكنة “كاثرين بولسيفر
بعض العظماء أشادوا بدور أمهاتهم في بناء شخصياتهم ومن ثم نجاحهم.
فتحدث نجيب محفوظ عن أمه بإجلال وتقدير ونسب ما وصل إليه من نجاح ونوبل في الأدب لأمه؛ فهي من اصطحبته لزيارة المتاحف وكانت تحثه على الاهتمام بالتاريخ والأدب وتدفعه للقراءة والاطلاع رغم أنها لم تكن متعلمة، ولكنها كانت مثقفة وواعية لكل ما حولها .
لذلك قال :”المستهين بقدرات النساء أتمنى أن تعاد طفولته من غير أم ” .
كلنا يعلم قصة العالم المخترع العبقري أديسون ودور أمه في حياته؛ فقد توقع الجميع فشله وطردته المدرسة لغبائه وآمنت به أمه حينما تنكر له العالم وجحده، فثابرت وقامت بتعليمه وتثقيفه في البيت، وأحضرت له كتب التاريخ والأدب والعلوم، وزرعت فيه الثقة فأصبح أديسون وقال عنها : “والدتي هي من صنعتني، لقد كانت واثقة بي، حينها شعرت بأن لحياتي هدف، وشخص لا يمكنني خذلانه.”

كما كانت أم الأديب الروسي تشيخوف تبدأ رسائلها إليه بهذه الكلمات: “يا ولدي القوي؛ الذي يتحمل أي مشقة بصمت”
أصبح تشيخوف طبيبًا وأديبًا ناجحًا وتغلب على كل الصعاب وقال: “لا يستحق أحد في هذا العالم محبتنا أكثر من الأمهات.”

كان للأم حضورها البارز في الفن التشكيلي والذي اختلف فيه التعبير عن الأم باختلاف الفنان والعصر، فقديمًا كانت السيدة العذراء هى الصورة المسيطرة للأمومة وهو ما يتضح فى منحوتات “مايكل أنجلو” ولوحات “دافنشى” التى سجلت الأمومة فى مراحلها المختلفة من مشاعر الحنان والرعاية والحزن أيضًا على الابن . ثم اختلف المعنى باختلاف الفنان واختلاف العصر .
فكانت الأم تمثل السند والاحتواء وهو ما تعكسه لوحاتهم خاصة “مايكل أنجلو” الذي أظهر الأم فى غالبية لوحاته تحتضن ابنها وتميل برأسها عليه وكأنها تحتويه وتستقوى به فى الوقت نفسه.
ولو استفضنا في سرد نماذج لناجحين أثروا العالم باختراعاتهم وبأدبهم وفنهم وكان الدافع الأول والمحفز الدائم لهم أمهاتهم لما انتهينا .

إليك أيتها الدرة المكنونة، قلب العالم ونبضه، سحابة الرحمة التي تمطر العالم محبة ودفء
كل التحايا والتقدير والامتنان .

قد يعجبك ايضا
تعليقات