جيهان جهاد
رائحة المكان تُصيبني بالغثيان كتِلك السيجارة التي تُعانقها أصابعي، برفقة كوب القهوة الثالث الذي فقد لذَته وفقَدتُ ذاتي معَه، أهو حُلم أم الوَاقع الأليم؟ لا أدري ولستُ أهتمُ، ربما أنا الآن عاهرة بنظرهِم، أغبياء..
ألم يُدركوا أنني لا أدخن! خطوة جريئة مني أن أطلُبها منه، لكن لعل شيئًا آخر يحترق غير روحي، لستُ سعيدة ولا حزينة، فقط أحترق وأشعر بالألم تحديدًا بالجزء القابع بالنصف الأيسر، ليس يسيرًا أن أغدو هكذا، سهامًا تخترق صدري، عواء ذئابٍ تنهش قلبًا حيًا متلذِذةً به، تطايرَ الدُخان -ولم تَلمس شفتاي عُقب السيجارة- مُتزامنًا مع انتهاء القهوة وخواء قلبي تاركًا جسدًا يرتجِف، لعَلي لا أنجو هذه المرة..