القاهرية
العالم بين يديك

السيكوباتي

262

 

بقلم _نهال يونس

هناك الكثير من الأشخاص يتعاملون بقسوة مع الآخرين الذي لا يشكلون تهديدا لهم ،قد يبدو إلحاقك الأذى أو الألم بشخص أخر مسالم لا يستطيع أن يرد لك الصاع صاعين ، قسوة لا تطاق ،لكن المثير في ذلك الأمر يحدث بشكل يفوق ما يمكن أن نتخيله ،فبوسع شخص ما أن يشكل خطرا عليك ،والمؤلم أن هناك أشخاصا يؤذون أشخاصا يساعدوهم دائما ولا يتركونهم ،وتتساءل عن تفسير وأسباب تلك التصرفات ،قد تبدو محيرة للوهلة الأولى ،وسرعان ما يضيع إندهاشك، فهم يستمتعون بإيذاء الآخرين أو إذلالاهم ،رغم ندرة عدد أولئك الأشخاص إلا أننا نراهم ،على أية حال.
حيث يقدم الشخص على هذا التصرف إما لجلب المتعة لأنفسهم ،أو لتجنب الشعور بالألم ،فمن المعروف أن إيذاء الآخرين يدفع معظمنا للشعور بالألم وهو إحساس لا يروق لنا ،فهناك سببين ليس لهم ثالث قد يدفعان الشخص لإيذاء الآخرين من لم يلحق بهم يوما أي ضرر ،إما أنهم متبلدين المشاعر لا يشعرون بالمرة بآلالام الآخرين وحجم الأذى ، أو أنهم يستمتعون بفعلتهم .
فنحن نعلم جيدا أننا لا يمكننا أن نتصرف بشكل عدائي دفاعا عن أنفسنا أو انتقاما من شخص ما ، ولكن ماذا لو رأينا أشخاصا يؤذون الأخرين دون مبرر ،وهنا نسأله بإستنكار “كيف تجرأت على فعل ذلك “؟
هؤلاء الأشخاص ذات الشخصيات السيكوباتية يؤذون الأشخاص المسالمين لمجرد استمتاعهم بذلك أو يريدون تحقيق هدف من وراء هذه التصرفات .
فالشخص السيكوباتي ما هو إلا شخص مصاب باضطراب نفسي تعد من الاضطرابات المخيفة التى تثير القلق فى النفس حول حقيقة شرها وعدم تعاطفها مع الآخرين، خاصة أن الكثير من الأفلام ناقشت هذا الاضطراب بشكل مبالغ فيه، وأثارت الذعر حول التعامل مع مصابيه،قد تكون لدى السيكوباتي القدرة على إظهار ندمه وأسفه عندما يتم الاستغناء عنه، ويمكنه الاعتذار وتقديم الوعود بعدم حدوث ذلك مرةً أخرى أبداً، لكن كل شيء فُعل مُسبقاً يمكن تكراره من جديد ،لا يستطيع تكوين شبكة علاقات اجتماعية، فالناس بحاجة للفرار منه لا للتعامل معه، لهذا قد لا تجده يعرف الكثير من الأشخاص،قد يحاول إخفاء شخصيته الحقيقية في بعض الأحيان، لهذا قد تجده بين خيارين إما أن يحتفظ بصفاته المتغطرسة وينعزل عن الآخرين، أو يخفي صفاته الحقيقية ويظهر في صورة غير صورته لفترة مؤقتة؛ لأنه لن يستطيع التمثيل لفترة طويلة ، وبالرغم من أن بمقدور هؤلاء الأشخاص تحديد حجم المعاناة التي يشعر بها الآخرين بسبب تصرفاتهم ،ولكن الكثيرون ممن يقدمون على إيذاء شخص أخر سيظلون فريسة لملاحقة هذه التجربة لهم في المستقبل .
نأتي لنقطة أخرى ألا وهي أن كف الأذى عن الآخرين يعد نوعا من أنواع الصدقة ،فثمة صدقة عظيمة تنفع المسلم وترفعه ،صدقة لا تحتاج إلى مال ولا بذل جهد ،فهي صدقة يستوي فيها القوي والضعيف والغني والفقير ،إن كف الأذى عن الآخرين يعتبر خيرا ، وقد قيل كما تدين تدان، وقيل الجزاء من جنس العمل،فإن من أذى شخصا لحقه الأذى عاجلا أو آجلا ، الأذى ثقب في سفينة المجتمع الماخرة وتعدد الأذى فيها إنما هو تعدد في الثقوب لا شك ، فالأذى هو كل عمل أو قول من شأنه أن يلحق ضررا بالغير حسيا كان أو معنويا ، وكلمة الأذى لفظة لا تحتمل إلا الذم لا غير ، فهي لا حسن فيها بوجه من الوجوه ، إن القلب السوي يرفض أن يميل إلى الأذى لأنه من طباع العقارب أعاذنا الله وإياكم من ذلك

قد يعجبك ايضا
تعليقات