للشاعر/ ابراهيم بن نصر من تونس
متابعة عبدالله القطاري من تونس
أيها المسافر,
في ذكريات الصبا.
أتستوحش تلك الدروب؟
كأني أسمع
دبيب أقدامها،
على غفلة ، قد تناديك،
أو ربما تحضنك من وراء.
و تفتح لك فجاة بابها،
يا أنت الساكنة بروحي!!!
لا تحرميني منك،
و لا تبعديني عنك،
صبري يئن
تحت ضغط الجوى
و المحال.
قد أثقل كاهلي صدك،
و فيه من القهر
ما أشعل الجمر ،
و ما لا يطيق الرجال.
يا أنا!!!
أيها المغرم الناسك،
إذا خانك العهد،
و ضاعت سلة الأمنيات،
تجلد!!!
تجلد فأنت الصبور الجمل
و قل سلاما ،
على كل أعوامي الضائعات،
سلاما على زمني الأعرج،
سلاما على حبي الأبكم،
سلاما على سفري
في المدى،
و وزع على من بقى ثابتا
من الأمنيات العتاق
أحلى قبل.
و كن راية عشق فريد،
منارة حب عفيف،
تنير الدروب و لا تشتعل.
و إن نسيتك الحبيبة، فأصبر،
و أذكر مواقف النبل فيها
و أيام الوفاء كالعسل.
كنت في خلوة ،
مع الذكريات ،
فتحت المتون
التي تحتويها،
و قلت لها نادها،
و أدعها لترى،
ما قد جمعت من أنجم،
و ما خبأ لي العهد
من فرص ضائعات.
أفلتت كالفراشات،
حين غفوت،
و مرت مر السحاب،
على حظي العاثر ،
السائح في الفلاة.
ما زال حبك،
يا نور عيني،
مندسا بين الوتين
و بين القصيد،
مازال لذكراه
في القلب خفق،
و ما زال يربكني
قائما للصلاة.
ابراهيم بن نصر