كورونا مابين التوكل والتواكل
كتب _محمد عبد الفتاح
الحمد لله العزيز الوهاب الحمد لله الغفور التواب الحمد لله الهادي الي الصواب مزيل الشدائد وكاشف المصائب والصلاةوالسلام علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه الي يوم الدين
اما بعد
فرق شاسع بين التوكل والتواكل فالتوكل هو تفويض الأمر لله عز وجل في جميع مناحي الحياة والإيمان بأن الله سبحانه وتعالى هو الميسر للأمور ، وأن ما أراده سيكون ، وما لم يرده لم يكن مع الأخذ بالأسباب والسعي وإعمال العقل والتفكير وحسن التدبير والاجتهاد .
أما التواكل فهو عدم الأخذ بالأسباب أو السعي أو التفكير بحجة أن الأمور ستسير بما هو مكتوب والركون إلى الدعة والكسل والخمول ، أو ترك الأمور هكذا بعيداً عن التفكر والتدبر ، وحسن الصنيع .
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «لو أنكم توكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا، وتروح بطانا»، ونلاحظ هنا قول الرسول صلوات الله عليه تغدو وتروح ، وهذا دليل على السعي.
الفرق بين التوكل والتواكل ينطبق على الأزمة التي نعيشها حالياً ، وهي أزمة فيروس كورونا ، فهناك أناس مع الأسف تمارس الحياة من دون أخذ الاحتياطات الوقائية ، وتخرج كثيراً ، وإذا نصحته قال لك «كن متوكلاً على الله» .
كلنا إن شاء الله متوكلون على الله ، ولكن الأمر يحتاج إلى تعقل ، وتدبر ، وحسن صنيع
يقول المولى عز وجل(ولا تلقوا بأيديكم الي التهلكة ) فيجب علينا الأخذ بالأسباب وبالاجراءات الاحترازية ولا نكن كاصحاب البقرة كثيري الجدال فنحن لسنا بأحسن من سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم فقد امره الله سبحانه وتعالى في الهجرة بالتوكل علي الله والأخذ بالأسباب ليكن لنا قدوة واسوة حسنة يقول المولى عز وجل(قد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) ويجب اليقين تمام اليقين ان من يصاب بهذا المرض اللعين فهو قضاء الله وابتلاء من الله ويحب علينا جميعا أخذ الحيطة والحذر والأخذ بالإجراءات الاحترازية ونسأل الله سبحانه و تعالى أن يذهب عنا هذا الوباء وان يشفي مرضانا ونحتسب من مات بهذا الوباء شهيدا عند الله سبحانه وتعالى
