نهاد عادل
اللحية هي سنة عن الرسول صل الله عليه وسلم ولكن هناك من يستخدمها غطاءا لأفعاله المشينة وبذلك تصبح ستارا يستر فضائحه وكذبه على الناس فصلاح الظاهر ليس دليلا على صلاح الباطن ولكن صلاح الباطن يصلح الظاهر”
واللحية عندنا ترمز إلى التدين غالباً وهي محل ثقة وائتمان واحترام لصاحبها فمن يطلق اللحية يجب أن يتحلى بكل متطلباتها وأن يعكس أخلاق الإسلام على أفعاله وتصرفاته
لكن الإشكالية أن هناك أشخاصاً نفوسهم مريضة يطلقون اللحية و يظهرون برداء الدين
ويتقمصون شخصية المسلم الزاهد التقي الورع
ويعملون على تكريس هذا المظهر لدى أوساط العامة ومثلهم الخاصة وأنهم أهل الدين وحرّاس الفضيلة أو أنهم في أقل الأحوال هم من أصحاب الالتزام الذي لا يقبل الحرام لنجد أنفسنا أمام صورة مفرطة من صور «التدين المظهري» الذي لا يتجاوز كونه جلباباً أو رداءً لبسه كل من له غاية مرفوضة ولنكتشف أن تحت هذا الرداء أو هذا القناع ما يندى له الجبين من أناس استغلوا الدين وهو جوهر الفطرة من أجل غاية أو غايات دنيئة.
فمن الواجب ومن الإنصاف أيضاً أن الغالبية ممن يتسمون بثوب التدين هم أهلٌ للتقوى والخير ولا نزكي على الله أحداً ولكن هناك فئة استغلت الدين باسم التدين وأفرطت في ذلك الاستغلال إلى درجة الكذب والتدليس على الناس وهؤلاء القلة لم يخرجوا عن صفة أهل النفاق والمنافقين التي أكدها الإسلام بحق هؤلاء كاشفاً سترهم ومحذراً منهم وأن مكان المنافقين يوم القيامة الدرك الأسفل من النار.
ولقد عانى المجتمع منذ الأزل ولا يزال يعاني من أصحاب اللحية الكاذبة و من المظاهر الخادعة ومن هذه الوجوه المقنّعة بسمات التديّن تلك الوجوه التي خدعت الناس بلحيتها لتستولي على ثقتهم واحترامهم وبالتالي الوصول إلى أموالهم و إلى تحقيق مكانة جماهيرية مؤثرة توصلهم إلى أهداف متعددة بوسائل غير مشروعة اجتماعياً وربما دينياً.
واقول لمن سلك هذا الطريق صاحب اللحية الكاذبة المنافق: اتق الله وعد إلى صوابك واترك اثر النفاق وابدأ بصفحة جديدة واصلح ما افسدت واذكرك بهذا الحديث:
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تجد من شرار الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه )