بقلم د. أحمد حسين زيد
تعد الزراعة مصدر أساسي للمواد الغذائية والمواد الخام فالزراعة مصدر رئيسي لإمداد البشرية في الدول النامية والمتقدمة بإحتياجتهم الغذائية وبزيادة الطلب علي الغذاء نتيجة زيادة النمو السكاني يزداد الطلب على العديد من الأراضي الصالحة للزراعة لزيادة الإنتاجية من الأغذية المتنوعة لسد الإحتياجات البشرية من الغذاء والزراعة عامل هام لتطور البلاد فإلي جانب توفير المواد الغذائية تعتبر الزراعة مصدر أساسي للمواد الخام التي تدخل في عدة صناعات هامة مثل صناعة المنسوجات وصناعة السكر والزيوت ومعالجة الأرز والفواكه والخضروات وبالتالي فإن النقص في المنتجات الزراعية سوف يؤثر مباشرة علي الصناعات المعتمدة بشكل كبير علي الزراعة وما يتبعه من إرتفاع أسعار المنتجات الغذائية والصناعية المعتمدة على الزراعة لاحقاً وبالتالي يؤثر على النمو الإقتصادي للدول والدخل القومي لها فالقطاع الزراعي المستمر في الإنتاج بما يكفي إحتياجات السوق بل يفيض للتصدير وجلب العملات الأجنبية يضمن التقدم في النمو الإقتصادي والوصول إلى الأمن الغذائي ويستشعر المواطن بثبات بل وإنخفاض الأسعار لزيادة الإنتاجية وزيادة العرض عن الطلب فالأزدهار الزراعي يعزز التقدم الإقتصادي للدول فالبلدان الصناعية الرائدة اليوم كانت بالأمس دولاً زراعية حيث تعتبر الزراعة بمثابة العمود الفقري للنظام الإقتصادي وتوفر الصناعات الزراعية العديد من الوظائف في العديد من المجالات كما يعد إنشاء شبكات الري ونظام للصرف الصحي المتعلق بالزراعة يوفر فرص عمل أكبر للقوي العاملة ويقلل من معدلات البطالة في الدول النامية مما يساهم في الحد من الفقر ومن جانب آخر تعاني البيئة بشكل كبير من التلوث وتغير المناخ والذي يؤثر بالقطع تأثير قوي علي الزراعة مما يقلل من كمية وجودة المنتجات الغذائية ومع قلة المنتجات الغذائية ترتفع الأسعار نتيجة زيادة المطلوب بزيادة النمو السكاني عن المعروض بالأسواق من السلع الغذائية المنتجة ولتفادي ذلك يتم إيجاد وعرض الحلول المناسبة للتأقلم مع تغير المناخ وكان لمصر دور عظيم في هذا الصدد من خلال المبادرة بدعوة جميع دول العالم إلي مؤتمر المناخ الذي عقد بمدينة شرم الشيخ هذا العام عام ٢٠٢٢ والخروج بتوصيات بعد مناقشات وإجتماعات للتأقلم والحد من تغير المناخ وأثاره ويمكن معالجة البيئة بإستخدام التقنيات الزراعية الحديثة للمحافظة علي خصوبة التربة وضبط كميات الأسمدة المضافة للتربة وبالجرعات المناسبة لإنتاج غذاء صحي وأمن وتدخل الزراعة في المجال الطبي مثل إنتاج بعض الأعشاب الطبية المستخدمة في العلاج الأمن وإنتاج بعض الأنزيمات المستخدمة في علاج حالات عسر الهضم كبديل عن أنزيمات الجهاز الهضمي كما تساهم الزراعة في الإبتكار من خلال التكنولوجيا وتطبيقات الذكاء الاصطناعي فيتم تعديل جينات بعض المحاصيل الزراعية لزيادة الإنتاجية ومقاومتها للظروف البيئية الغير ملائمة وتقليل كمية المياه المستخدمة مما يوفر من الماء المهدر في الزراعة التقليدية واخيراً فإن الزراعة ليست مصدر رئيسي فقط للغذاء بل ايضاً للصحة حيث يتم إنتاج الخضروات والفواكه المساعدة على الهضم وإمداد الجسم بالبروتينات النباتية الهامة عن طريق زراعة البقوليات مثل الفول البلدي والفاصولياء واللوبيا والعدس والترمس والحمص وتزويد الجسم بالطاقة التي مصدرها الكربوهيدرات ويمكن الحصول عليها من الحبوب مثل الأرز والقمح بالإضافة إلي الدهون والزيوت الضرورية لإمداد الجسم بالحرارة من خلال القول السوداني والسمسم وهكذا يتضح لنا دور الزراعة في حياة البشر