بقلم /سامح بسيوني
يا شمس الأصيل لِمَ الغروب؟
ويا سحابُ من سمح لكِ أن تحجبي بيني وبين شمسي النور!
ألم تجربي مرارة الهجران؟
بغروبكِ تذكرت فرحتنا، وسعادتنا كنا نطير بلا أجنحةٕ من شدة فرحنا بعد طول غياب.
والآن أصبحت اتحسر وأبكي على ما مضى وأقف على الأطلال أبكي وأتذكر وأتمنى أن تعود ليالينا؛ لنستمتع بالحب والحنان والعطاء.
يا أصيل ألم تذكر وأنا واقف عند الغروب أتأمل فيك الهوى وعيني من أسفي على الفراق مليئة بالأشجان والأحزان؟!
فكم تهادينا من الورود ثم افترقنا بعد الوعود وخيبة الأمال!
يا أصيل بغروبكّ ضاعت معكَ الأماني والفجر بعيد المنال.
أخذت معكَ الوئام والإخلاص وغاب صدق الموعد وحلٌ مكانها الغدر والنفاق.
ألم تعاهدني بأنك لم تغرب وستظل بجانبي وستظل بجانبي متماسكًا وعضُدّا في كل الظروف والأزمات؟!
أنسيت موعدكَ معي عندما كنا نلتقي في كل موعد نجدد فيها الأمال؟!
وكنت أبث لكَ أشجاني وأحزاني وكنت أنت المأمل عند الهموم والأحزان.
فلماذا الهجران والبعاد؟
يا شفقَ الأحمر تمهل في المجيء وأخبر ظلامكَ بأن الأصيل لم يحن له وقت الغروب.
واعلمه بأن الظلام حلٔ في المكان وساكن في الصدور وحافر في أعماق القلوب.
يا أصيلُ تمهل بغروبكَ فصوت العصفور ما زال يزقزق، ويخبركَ بأنه يريد منكَ ألا ترحل؛ ليستطيع أن يجمع الحبٔ لصغاره، ويحس بالراحة في العش وينام سعيدًا مستبشرًا بالأمال متفائلًا بالخيرات.
يالها من لحظات يدمع فيها القلب ويمتلأ فيها لوعةً على الوداع والفراق!
يا أصيلُ على نيلكَ كانت أجمل الأوقات وكنا نجلس على ضفافكَ نتحاكى بالهوى والغرام على ذلك شاهد أصيل!
يا فؤادُ أبلغه ما بداخلكَ من مرارة العيش والفراق والرحيل!.
ولكن حلٔ الظلام ورحل الأصيل واختفى الشفق الأحمر بعد المغيب في الحال.
وأنذرت السحاب بغيومها تنتظر ميلادَ فجر جديد يرسل الآمال.
وباتت الطيور في أوكارها على أمل في غد مشرق ملئ بالخيرات والرحمات.
وبت مع أحلامي استنشق عبير الحب وأنتظر املًا يحبو من بعيدٕ ملئ بالخيرات.
يالها من أمنيات في ظلام حالك ونجوم تكاد لا ترى من غيوم السحاب!
متى تنكشف يا ظلامُ وتبعد بظلامكَ عن الأفاق؟
ونسعد بشمس جديدة مليئة بالأمال والرجاء والوئام.
طال الليل ونباح الكلب هو المسيطر على المكان، وعواء الذئب ينذر بالخوف في نفس فقدت الأمال، وسكون مخوف مليء بالقلق ينتظر من بعيد أمل يملأ الفؤاد.
بغروبكَ يا أصيلُ ضاع معكَ الأمل والحب الذي كان يملأ القلب والفؤاد؛ فأصبح القلب عليلًا بكثرة النفاق، وأصبح الجشع هو المسيطر على المكان بلا ريب يزلزل القلوب والأمال.
يالها من مصيبة أصابت البشر من خداع وغدر وخيانات تملأ الكون والأيام!
كنا في الأصيل كان مجلسنا مليء بالحب والعطاء بلا حد أو نقصان.
كانت النفوس صافية وكان الإيثار هو المجدد لقلب يملأ الرجاء والأمال.
ولكن أرى من بعيد أملًا ومعه شمعةً لعلها تنير الكوكب المظلم، وتسقي للكون حريةً فهى عطشى للمساواة بين الإنسان!
وصوت فجر جديد يملأ الأسماع ويلقي في القلب الطمأنينة وأشعر بالراحة والأمن.
وصوت الهداهد والبلابل يطفو جمالًا فيبث في النفوس الأمال.
وخرير الماء ينصب على جداول صافية كصفاء السماء بعد انكشاف غيوم سحابها من السواد.
ونزول الندى على الأشجار فتتمايل فرحة بميلاد يوم جديد فيه من الحبور والسرور مبددةً للأحزان ناشرةً للأفراح والخيرات.
فأستبشر بالأمل بعد طول انتظار ونودع ليلًا طال بالظلام.
وأنتظر بشوق وقت الأصيل؛ لأحدثه بما حدث بالأمس ورجاءً يملأ قلبي بأن يظل معي فمرارة القلب مليئة بالألام والأحزان!.