القاهرية
العالم بين يديك

الغلاء عذاب الفقراء

377

كتب / عادل النمر

أصبح التعليم والصحة والسكن وغلاء الأسعار عذاب الفقراء والمساكين وأصحاب الدخل المتوسط والمحدود وأنضم إليهم العديد من الطبقة المتوسطة .
وأصبح الجميع يعانى معاناة شديدة فى أهم مجالات المعيشة فى مصر ، وتآكل الطبقة الوسطى فى مصر هو فى حد ذاته ناقوس خطر.
وأكثر الناس تضررا وتحسرا من هذا الغلاء هم طبقة الفقراء والمساكين كثرت همومهم وازدادت تأوهاتهم
وأشجانهم مع كل غلاء يطول سلعة أساسية .
أجمع خبراء الاقتصاد على تراجع الطبقة المتوسطة فى مصر بعد سلسلة الزيادة فى رفع الأسعار، وأكدوا أن نسبة كبيرة من أبناء الطبقة المتوسطة من الشعب المصرى انزلقوا إلى طبقة الفقراء .
لقد اجتاح مصر وغيرها من بلدان العالم موجات من غلاء الأسعار وارتفاع المعيشة، وطال هذا الغلاء كثيراً من مستلزمات الحياة من المسكن والمركب والملبس والمأكل بل الدواء والعلاج، حتى أنهك هذا الغلاء جيوب كثير من ذوي الدخل المحدود ، ولم يعــد البعض قادراً على مواجهة صعوبات المعيشة إلا بطرق باب الاستقراض. أما حال الفقراء فقـد زادهم هذا الغلاء بؤساً إلى بؤسهم.
إن هذا الغلاء لا شك أن له أسبابا مادية محسوسة من تقلبات أسعار العملات أو حصول كوارث فى البلدان المصدرة للسلع مع بقاء بعض الدول ومنها مصر مجرد شعوب مستهلكة لا منتجة .
‏ولكن هناك أسباب معنوية شرعية والتى يشير إليها القرآن الكريم وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم .
أن ما يصيب الناس من الضنك والبلاء والمصائب والضراء إنما هو بسبب ما أقترفته أيدى الناس من الذنوب .
إن لم يتدارك عقلاء البلد علاج ظاهرة أرتفاع الأسعار سوف ندخل فى نفق مظلم من المشكلات الإجتماعية كالبطالة والسرقة والأنانية والأمراض .
فأين الخطط الحكومية للدولة لإصلاح ذلك سواء كانت قصيرة المدى أو طويلة المدى فكلاهما لابد أن يتوازى العمل بينهما .
ولابد أن تكون الحكومة رسالتها واضحة وهى ألا تترك فقيرا على أرض مصر، كما قال رئيس الوزراء دكتور مصطفى مدبولى ،
الدولة أولى بتوفير مستوى معيشة جيد للمواطنين .
وأن تلتزم الحكومة بالبرامج التنموية التى تعمل على تحسين مستوى المعيشة وبناء الإنسان المصرى .
ولابد أن تكون هناك جهة متابعة ومحاسبة ومراقبة على الأسواق .
‏مصر نفذت الكثير من برامج الإصلاح الاقتصادى بتاريخها الحديث وبعض هذه البرامج حقق نجاحا وبعضها فشل، ورغم ذلك يظل حال الفقراء كما هو دون تغيير بل ويزداد سوءا حيث تزيد معدلات الفقر، فهل يعقل أن نصلح لنفقر!
ولابد من حل هذه الأزمة وتدارك أمر معاناة الناس معها ،
مع منع أحتكار السلع فى السوق و ثبات الأسعار .
وواجب على الحكومة وقف هذا الجشع التجارى والإرهاب الاقتصادى وتقديم الحلول النافعة والإقتراحات المعقولة لمواجهة هذا الغلاء ورفع العنت والمشقة عن الناس .
إن أزمة الغلاء قد لاحت ٱثارها فى الأفق منذ أمد ، ولاندرى عما يخفيه المستقبل من إرتفاع فاحش مرتقب يقضى على البقية الباقية من المستورين، فواجب أن يشارك الجميع لحلها الحكومة وبرامجها ، والعالم بعلمه, والتاجر بماله ، والكاتب بقلمه ، وكل إنسان غيور ناصح بلسانه .
إن الدولة المصرية متمثله فى القيادة السياسية باتت تضرب بيد من حديد كافة أشكال الفساد واتخاذ الإجراءات اللازمة لمساعدة الفقراء والمحتاجين عن طريق حياة كريمة وتكافل وكرامة وتقديم المساعدات المالية ، ومع ذلك لم تنتهى مشكلة الفقر وغلاء الأسعار .
إذا لم نحارب ظاهرة غلاء الأسعار فسنضطر يوماً لمحاربة الفقراء والجهلة بسبب العنف والتنمر الذى يولد من رحم الجوع والفقر .
أيها الفقراء والمحتاجين والمعذبين فى الأرض أيها الصامتون الحيارى المتعبون . عظم الله أجركم وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون .

قد يعجبك ايضا
تعليقات