للشاعر_لطيف الخليفي من تونس
متابعة عبدالله القطاري من تونس
تعبت حين داسني القهر
وأصبحت بين المعاني ذليلا
تعبت حين تأوه جيبي
وتاهت مني علبة سجائري
…..ودفاتر ابنائي وابتسامتي
تعبت حين تاه بي الزورق
ورايت الموت يغازلني
واز سمعي صوت امي
وارداني الندم قتيلا
فخلعت ملابس فقري
وأخذت معول الهروب علي أنجو
……تعبت يا اماه
حين حملوا جوعي بين اكفهم
تركوني أنظر… انتظر…
عل القطار يمر من هنا
ويصرخ رضيعي بين النساء
فلا مرضعة في بلدتنا
ولا بقرة حلوبا
غير شيطان الهوان
ينهش كبريائي..
تعبت حين اجالس ذاتي
واتحدث لكراسي المقهى
…..والنادل لا يمر بي
فيأخذني تعب التفكير والدمع
فأبكي طويلا …
وأنتظر أحدهم
….يشرئب عنقي إلى تلك الناحية
فتغازلني قهوة كنت قد عشقتها…
يكفُ لعابي على التطفل
ويلجمني الصبر….
تعبت حين اشتاق قبلة
فتركلني كل الارجل.
وتمر بي سنوات العمر خجولة
والعتمة النكراء تدثرني
فأركب الصمت
واسكت طويلا
إلى حين يرن هاتف صاحبي
واقرأ على وجهه ابتسامة حزن
ونظرة إلى الارض
تأخذنا الى عمق السواد
فيخرس وأنصت
والصمت يمزق أحشاء قدرنا
يتاهب للوقوف والمغادرة
فأعرج على كتفه متثاقلا
ونخرج إلى قبو الحياة
إلى ذلك الشارع المزدحم بأحزاننا
ونرحل مع همنا ” دفعة واحدة “
قد لا نعود
وقدلانركب الزورق
و لا نسمع خطابا
ولا نشرب قهوتنا
تعبت حتى تعبنا
نلوك ما بقي من اقدارنا
وننتظر سماء زرقاء
وشمسا وردية …قد تبتسم
وريحا تذرو بقايانا
ونصرخ صامنين
نعبت حين جن الليل
وطال ارتداء العتمة
وشاخ الفكر
وتبلد الذهن
وتكلست كل الفاظ الود
فنمناإلى حين تحيا الحياة
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية