بقلم: م. نُسيلة عبدالله حمودة
أنا شخص يسهل عليه التحمل بالمشاعر بكل سهولة لأنه بطبيعة الحال مثقل بها.
أشعر وكأنني وُجدت لأكون جاذبة لكل المشاعر حولي بكل سهولة العالم.
ولا أستطيع التخلص منها مهما بذلت من مجهود حتى لو كان عظيمًا.
ينتابني الخوف والقلق بشأن الهِرّة التي تنظر للطريق بخوف كي تعبره في ظل الزحام، يراودني الشك حول حيرة زملائي بالعمل، أحمل أعباء الطفل الذي يركض ليلحق بطابور المدرسة الصباحي حتى لا يخضع للعقاب، أبكي عندما أستمع لمشكلة صديقتي المقربة التي لا تقوى على حلها، أُشفق على العمال الذين ينفقون نصف أعمارهم في عمل شاق والنصف الآخر في تحمل المشقة، أشعر بوحدة العصفور الذي تركه رفاقه ليحلقوا بعيدًا دون مشاركة أحدهم له في البقاء على غصن الشجرة الوحيد المكسور، بل يؤلمني أيضًا مشهد غصن الشجرة، وأيضًا ثبات الشجرة، كل هذا العناء في قلبي.
يمزقني كل ما يبدو بسيطا للبعض.
ولكن من لُطف ربي أن أبسط من كل ذلك أيضًا يسعدني.
فيسعدني عندما أذهب ليلًا لفراشي محمّلة بكل هذه الأعباء وأضع يدي على قلبي قائلة: شكرًا يارب أنك خلقت لي قلبا حنونا رحيما يشعر بالآخرين.
هلا أتممت علي نعمتك ووهبت لي من يرفق بحالي وحاله؟!