بقلم/سامح بسيوني
معَ بزوغ صباح جديدٍ، وزقزقة عصفوري يِخْرجُ من أعماقي أمل؛ يتطلع إلي غدٍ أفضل، وثمَّة طُيور بيضٍ تجوب السماءُ، وهي ترسم دوائر منتظمة؛ وهي تحوم مع بعضها كأن رئيسًا لها علمها طريقة هذا الغوص.
هدوء يخيم علي غرفتي أجلس فيها وحيدًا كعادتي كل صباح، وأنا استمتع بقطرات الندي تتساقط على اغصان تتمايل فرحةً بميلاد يومٍ جديدٍ. بدأت أطرح علي نفسي، عدة أسئلة ؟! لماذا الخوف من المجهول؟
لماذا الإنسان دائمًا في هم، وحزن؟ لماذا دائمًا التفكر فى المستقبل؟ والإجابة علي كل هذه الأسئلة يتضح لنا بأن الحياة لغز٠
لذلك دائمًا يسعي الإنسان إلي تحقيق حلمه؛ فالحياة ماهي إلا جسر عابر إلي عالم آخر مجهول لايعلمه إلا الله.
لذلك يجب أن تتغير نظرتنا عن الحياة، نحن جئنا إلي تلك الحياة من أجل إعمارها، وأصبحنا مستخلفين فيها، وأمناء عليها. لذلك يجب أن تتغير نظرتنا السطحية عن الحياة٠
لاتجعل كل همك في الحياة هو العمل، بل العملُ جزء منها.
ابحث عن نفسك، وشارك الآخرين قم بالتواصل مع الأهل، والأصدقاء، وكل حبيب. فكم من أعباء شغلتنا عنهم! ابحث عن روحك، وذاتك التي اهلكتها البحث عن مطالب الحياة.
فتش عن أسرتك، وتواصل معهم في زمن انفصلت الأسرة الواحدةُ، فالأب منهمك في عمله، وأصبح طائر مهاجرًا عن بيته؛ سعيًا عن لقمة عيش، والأم تواصل ليلها بنهارها وكأنها مكوك لايهدأ. يالها من مشقة ضيعنا فيها لذة الحياة! فانفصلت الأسرة الواحدة، الأولاد في وادٍ، والآباء، والأمهات في وادٍ آخر؛ لذلك اتركوا عناء الدنيا، ولو بجزء بسيط بالتزاور بين الأهل، والأصدقاء بل هي أعظم قربةً عند الله(وَالَّذِينَ يَصلُون مَا أمَرَ اللهُ أن يُوصَلَ وَ يَخْشوْنَ رَبَّهُم ويخافون سُوءَ الْحِسَابِ).
فَتِشْ عَنْ ذاتك حاول أن تحب الحياة، وتتماشي مع فرحها، وحزنها ومتقلباتها. لا تكن روتينيًا ضَعْ لنفسك برنامجًا، تخرج به من نمط الحياة.
إذا كنت تحب السفر فاسعَ بكل قوةٍ أن تخلق لنفسك رحلةً سنويةً إلي مكان تحبه ستتغير معه شكل الحياة.
اجعل لبيتك، وأسرتك، وأولادك وقتًا لهم استمتع بهم، وهم يستمتعون بك، استمتع بضجيجهم، وبفرحهم، وابتسامتهم شاركهم حزنهم، وفرحهم اعطيهم من خبرتك حتي تكون لهم وقودًا وزادًا لهم في الحياة. حاول أن تحب الحياة؛ وكن مخططًا لها لاتكُنْ عشوائيًا…..فالذي بغير خطة لاوصول له فيها. حاول أن تبتسم للحياة رغم ما فيها من تقلبات وابتعد عن الحزن والهوان.
اغرس الأمل في الآخرين، وتزود بالأمل من ماض بعيد، وكيف خرج النبي-صلي الله عليه وسلم – من غار مظلم محاصر من الشرك، والمشركين وأضاء للبشرية جمعاء الأمل، والطمأنينة. انشروا الأمل في تلك النفوس، بثوا التفاؤل في الأرواح، وضعوا التشائم، وثقوا بأن الأمل قادم لا محالة فرغم كل شيء سيبقي لنا الأمل حتي وإن كان بعيد المنال، لأن فرج الله قريب، وحبله واصل، وعليه التكلان، وإليه الإنابة، وتذكروا دائمًا قوله سبحانه( لا تَقْنَطُوا مِنَ رَحْمَةِ اللَّهِ).
بشروا عباد الله باليسر بعد العسر، والفرج بعد الكرب، واعلموا أن بعد العسر يسرًا، وأن الليل مهما طال فلابد من طلوع الفجر وثق بأن الله سيحدث بعد ذلك أمرًا٠
وإلي لقاء قريب علي شاطئ أمل نزود منه طاقتنا لنتحمل سويًا مصاعب الحياة، ونأخذ منه الحسام حتي يكون عونًا لنا في الحياة.