القاهرية
العالم بين يديك

من دفتر يوميات طبيبة محطمة.

252

.
كتبت – أماني عز الدين
لم تتلاقي جفوني منذ أيام، أواصل الليل بالنهار حتي أطرد أشباح الموت التي كانت تقترب منهم في كل لحظة وتحوم حولهم لتنتزع روح أحدهم في طرفة عين مني، ربما جاءت علي غفلة من شدة إرهاقي، في كل يوم أفقد احدهم ولا املك من أمره أو أمري شيئا، كنت أري نفسي دون كيشوت الذي ظل يحارب طواحين الهواء ظنا منه أنه جاء لأجل مهمة مقدسة كي يحارب أعتي قوي الشر. .
رمحي كان مختلف بعض الشيء إلا انه يماثل رمح الفارس فهو ضعيف مثلة، رمحي يتمثل في سماعة ومقياس حرارة وجهاز قياس للضغط.
علي الرغم من ذلك لكنني بهم كنت أحاول أن احفظ جميع مرضاي في وضع ثبات، وأظل أتوسل للبارئ أن يمن عليهم بالشفاء. .
كانت ماما زوزو ذات الإبتسامة الجميلة هي التي تهون عليا مصاعب اليوم بكلماتها التي كانت تداعبني بها من وقت لأخر وتداعب بها باقي المرضي من حولها ،كنا جميعا نستمد منها القوة رغم ضعفها لا أدري كيف أنها كانت تملك تلك القدرة الغريبة علي بث روح المرح في نفوسنا طوال اليوم، حين أتت للمشفي لم تكن تستطيع ان تلتقط أنفاسها، الأن هي كادت أن تتعافي لم يبقي لها سوي ايام معدودة وتكون تماثلت للشفاء فقط كانت تحتاج لبعض الجلسات علي جهاز الاكسجين، وبعدها تستقر حالتها وتعود إلي منزلها وعدتني ان تعد لي كعكة من صنع يديها وتدعوني لمنزلها لتعرفني علي بينوكيو قطها العجوز وأنيسها في وحدتها.
لم يمهلنا القدر لنحتفل معا بشفاءها، في هذا الصباح حدث ما كنت أخشاه إنقطع الاكسجين عن غرفة العناية المشددة، تحقق كابوسي المزعج الذى كان يطاردني، نظرت حولي لم اتمالك نفسي كنت أضعف من أن أحتمل المشهد وأنا اري الموت يخطفهم من حولي ويد ماما زوزو تسقط وهي تشير إلي كي انقذها، انزويت في الغرفة ابكي واقول لله الأمر من قبل ومن بعد إنا لله وإنا إليه راجعون.

قد يعجبك ايضا
تعليقات