القاهرية
العالم بين يديك

“تطهر وستولد من جديد”

339

بقلم_سعاد مباشر

“ذهبنا سوياً إلي المشفي لإجراء بعض الفحوصات لنا قبل السفر….

لم نكن نلتقي كثيرا بل مراتٍ معدودة….

وبينما أنا في انشغالي بتفاصيل ما نحن فيه وميعاد دخولنا….

كان علي مقربة منا قسم الولادة

وكان الزوج والأهل كالعادة يقفون بالخارج منتظرين..

وصاحبي ينظر للمشهد ملياً كأنه مُغَيب.

قطع تركيزي وانشغالي بقوله:

أتعلم ؟

لقد ولدت مرتين.

نظرت له أُحاول نقل التركيز إليه

وقلت: كيف؟

قال: في السنة الماضية كنت أمر بحالة نفسية سيئة جداً تراكم عليّ كل شئ في ذلك الحين..

وكانت المشاكل تحاصرني من كل اتجاه……

لم أعلم لما أنا فيه خلاصا وشعرت باستسلام لم أكن أريد المقاتلة كعادتي..

وشعرت أنه من الصدق أن أهدأ لأني غير قادر علي مقاومة ذلك…

وبينما أنا أمشي وأمشي….

جلست لأرتاح قليلاً علي مقعد في الحديقة العامة….

وجلست أتمعن في كل شئ حولي وعلي عيناي تلك السحابة الرمادية من الهم والحزن.

وإذ أمعنت أكثر وتنفست بدأ اللون الرمادي ينقشع قليلا، وشعرت ببعض السكن، وأخذت أتنفس أكثر …

حتي بدأ يأخذني خدر طفيف…

ورأيت رجلا مسنا ذو هيبة ووقار يقف أمامي يبتسم وينظر بجدية في ذات الوقت..

قال بضع كلمات…

حتي لم تكن واضحة لكن لها أثر غريب

ووجدتني أبكي كما لم أبكِ طوال عمري

وأبكي ولسان حالي يريد النظر حولي كي لا يراني الناس مجنونا لكني لم أعبأ بل اكملت بكائي

أخذ يقول نعم” تطهر تطهر وستولد من جديد “…..

لم أفهم، أكملت ما أنا فيه…..

وفجأة شعرت بيد تهزني

يا أستاذ … يا أستاذ

ماذا ؟

أين أنا

كنت أغط في نوم عميق، ولم انتبه

وعندما أفقت واعتدلت وأدركت نفسي

ومشيت؛ شعرت كأني لم أكن أنا..

ولأيامٍ بعدها ظلت تحدث لي أمور غريبة ولكنني كنت أسمح لكل شئ أن يكون بطريقة عجيبة بدأت الأمور تحل نفسها……

وبدأت أفهم متي أفعل؟ ومتي لا أفعل ؟وأسلم….

ووقتها فهمت قوله ” تطهر تطهر وستولد من جديد”

وعلمت ” أن لله دوماً جنودًا مختبئين…..”

قد يعجبك ايضا
تعليقات