بقلم_سعاد مباشر
استيقظتُ بعد نوم أكاد أجُزم أنه سنين..
شعرت بأشياء غريبة ..
وجدتنى عارياً…
لا لم أكن عارياً فحسب بل؛ لم تكن أجزاء من جسدي موجودة كانت تاركة مكانها فراغ كأنها قطع بازل مفقودة
وجدتنى فاقداً لشئ، يشبه شعورك حين تعود إلي المنزل وتجده مرتباً ودافئاً ومريحاً وطعامك لذيذ ومحضر بعناية فعرفت أني فقدت “الأمان”….
ثم نظرت مرة أخري فلم أجد شيئا يشبه شعورك حين تتنفس بعمق وراحة وتبتسم وتسكن وتنظر بكل هدوء وود إلي كل شئ فعلمت أنني فقدت “السلام”…
ومن ثم تفقدت موضعاً فلم أجد
ذلك الشئ الذي يشبه الاحتضان لكل شئ وذلك الدفء الساري المطمئن وتلك الطاقة الباعثة المحركة فعلمت أنني فقدت “الحب”
وبينما أبحث عن ما فقدت أكثر وجدتنى لا أجد ذلك الشئ الذي يشبه طفلا يلعب بكل اندماج ولذة ونسيان لكل شئ فإذا هو” الشغف”
وجدتنى فارغاً….
فقمت لأمشي وأبحث عن قطعي المفقودة فوجدت دكاكين تبيع بعضا من هذا الأمان ..
وأخري تبيع الحب والسعادة …
وغيرها عندها ذاك الشغف…
فذهبت لآخُذَ منها ولكن ليس معي أي شئ كي ابتاع أيا منها، وليس لدي أي مال لأشتريها، فجلستُ وحيدًا حزيناً يائساً مطرقاً رأسي لأسفل…
فمرّ رجل من أمامي مكتمل الهيئة يشعُ بالنور ينظر إلي ويقول ما بك؟
فحكيت حكايتي…
فصمت.. وأشار إلي شئ بجسدي ثم اختفي…
فإذا بي ألمحُ ومضاً صغيرًا في صدري….
أمعنتُ النظر أكثر ومددتُ يدي فإذا بهذا الموضع ليس بفارغ وإذ بي أجدُ نورًا أوسع أري قطعاً بالداخل فإذا بها قطعي المفقودة…
فأعدتُ كل شئ لمكانه…
وجدتُ كلّ شئٍ بداخل هذا المكان الذي هو “قلبي”
ولم أعد بحاجة لأبتاع من هذه الدكاكين ولست بحاجة لقول “ولكنني ليس لدي مال لأشتري”.