القاهرية
العالم بين يديك

شواطئ الفقراء بين الغرق والحرمان

363

 

بقلم السيد عيد

كثير من الفقراء وقاطنى الأحياء الشعبية يلجئون الى السباحة في شواطئ الفقراء والبرك والمستنقعات الملوثة ليرموا همومهم وعناء أيام طويلة وضغوط مشاكلهم اليومية فرحين بالانتعاش المجاني الذي يفتقدونه في بيوتهم في ظل الحرارة المرتفعة يسرقون دقائق السعادة، يلقون آلامهم في البحر، الجميع أمام البحر بقليل من الملابس .

وذلك بسبب غياب شواطئ ملائمة ورخيصة فمصايف الغلابة التي كانت في يوم من الأيام رخيصة مثل رأس البر وجمصة وبلطيم، لم تعد اليوم على قد الإيد،وأصبح المثل الشعبى على أد لحافك مد رجليك هو السائد حيث اختلف الأمر ، فارتفعت أسعار شقق الإيجار والخدمات التي باتت تنافس أسعار المصايف السياحية، مقارنة بالأعوام الماضية والتي لا يستطيع أبناء الفقراء الدخول اليها بسبب الفقر المدقع ومع ارتفاع درجات الحرارة لم يجد الفقراء الذين لا يملكون حتى تكاليف السفر للشواطئ الرخيصة، بديلا عن المصايف غير الترع التي لا تحتاج إلى أموال، هربا من شدة الحرارة، فكانت أعمارهم هي الثمن لتلك المصايف المجانية، مع زيادة حوادث الغرق ومع ذلك لا يبقي أمام الأطفال إلا تلك البرك والمستنقعات للتخفيف من حدة ارتفاع درجات الحرارة وأشعة الشمس الحارقة التي تجتاح المدن خلال فصل الصيف على وجه الخصوص لنجد الطبقة الوسطي في المجتمع التى كان لها دوراً مهماً في إحداث التوازن بين الفقراء والأغنياء لا تقدر على تدبير نفقات مصايف الأغنياء.
ومع ذلك انقسمت الشواطئ والمدن الساحلية بين مصايف للأغنياء فقط، وأخرى للغلابة.

فعلى جانب آخر تأتى شواطئ مارينا بالساحل الشمالي ومدينتي شرم الشيخ والغردقة، يظهر خطا طبقيا فاصلا جديدا لطبقة اجتماعية مختلفة تماما به من الثروة والنفوذ الكثير عالم الفيلات والشاليهات الفخمة والفنادق الباهظة الثمن في هذا المنتجع، التي تتخللها قنوات مائية وسباق اليخوت وعروض أزياء البكيني وملاعب الجولف والشواطئ الخاصة هذا غير الحفلات التي يتم تنظيمها في الساحل الشمالي.
إلى متى هذا الحيف والتهميش الذي أصاب الفقراء دون الأغنياء ؟
إلى متى تستمر التفرقة بين الغنى والفقير ؟
أليس من حق الفقراء دخول شواطئ الأغنياء ؟

من المفترض أننا فى عالم متساو فيه حقوق الانسان لا فرق بين غني وفقير لاسيما وجود شواطئ مميزة وخاصة للقادرين والأغنياء فى استغلال والاستمتاع بالبحر مع حرمان الفقراء أو غير القادرين من حتى رؤية البحر أو الاستمتاع أو الدخول لتلك الشواطئ وهو ما يعتبر مخالفة صريحة للدستور وتستوجب التدخل لأن السواحل والشواطئ والمياه الإقليمية هى حق لكل المصريين لا فرق بينهم.
يجب العمل على اقامة التوازن بين طبقات المجتمع بتوفير شواطئ صحية آمنة تتوافر فيها الخدمات وأماكن الحماية وبأسعار معتدلة وتحقق الرفاهية والاستمتاع لأبناء الشعب المصرى فقير وغنى .

قد يعجبك ايضا
تعليقات