القاهرية
العالم بين يديك

خطابات لن ترسل الخطاب الثالث

230

بقلم : سالي جابر

حبيبي الراحل عني دون سبب، أتدري مايدور في عقلي الآن عندما رأيت ذلك الكوب؟!
تذكرتك وأنت تنظر إلي كوبك بعينٍ ثاقبة، وتنظفه بمنديلك ثم تشرب فيه قهوتك.
هاتفك الذي تغير نغمته كل يوم لتتناسب مع حالتك المزاجية، مِعطفك الذي يتغير مع لون نظارتك.
وتساءلت…هل أنا من أخطأ في حق نفسه أم أنت؟!
أما أنا فقد علمتُ بحبك للتغيير، ونظرتك الثاقبة النافذة، ومازلت أحبك، أعلم أنك تكره الأسئلة؛ لكننى تركت لك في كل صوب علامة استفهام، وملأت طرقاتك بالوصف.
أما أنت فقد أضفت لون الغموض إلي سمائي، فوجدتني أحبك أكثر، يهيم بك قلبي، ويتوه وسط ظلمات حبك عقلي.
فتركتني تائهة أبحث عنك فلم أجدك.
لا أدعوك لتعد؛ لكننى أود أن تعلم أنني من أخطأت، وأطلب منك أن تتأكد من أن حبي لك أروع من قطيعتك، أنقي من غضبك، أفضل من غيابك، وأنني لم أتغير ليس لعدم حبي لك؛ لكننى أدركت أننا نختلف وكلانا على صواب، أردنا أن نضع أنفسنا داخل حرب، فلا منتصر، ودائما كنت أري أن الهزيمة في حرب الحب نصر، أما الآن أري أنه لا أحد يخسر، ولا أحد ينتصر، فمتي شئت ارحل؛ لكن لا تعُد.
وكفي ما تبقي لي من خطابات وكلمات لا تري نور الشمس، لا تعبث بها الرياح، لا يبللها الندي؛ بل يغطيها الثري، فهي كلمات داخلي، وخطابات كالعادة لا تُرسل.

قد يعجبك ايضا
تعليقات