القاهرية
العالم بين يديك

المرأة جبهة الأمان الإنساني في حرب أكتوبر

229

بقلم /دكتورة سلوى سليمان
القاهرية ٧ أكتوبر ٢٠٢٢

تحتل المرأة المصرية الصدارة عبر التاريخ في مواجهة الأزمات والتصدي لها بالتضحية بكل غال وثمين من أجل التغلب عليها.
وتبرز المواقف المشرفة دور المرأة وتستعرض بطولاتها أثناء الحروب بدءا من عام النكسة حتى حرب اكتوبر بل نقول على مدار الحروب و الثورات والأزمات التي خاضتها مصر على مر تاريخها ، كانت البطولة في طياتها للمرأة المصرية أماً وزوجة ومناضلة …

فلم تكن المرأة المصرية أم البطل أو زوجة الشهيد أو ممرضة لجراح فقط، بل أنها كانت كفًا بكف مع الرجل لتحقيق نصر أكتوبر المجيد” هكذا عبر الراحل عبد الرحمن الأبنودي.
فقد كان للمرأة أدوار عديدة في حرب أكتوبر،نعم كانت شريكا قويا في الحرب فهى حقا الجندي المجهول خلال فترة الحرب، ويتمثل دورها الرئيس في إعداد المجتمع للحرب من خلال تحفيز الإبن، ودفع الزوج والأشقاء للمشاركة في الجبهة الحربية والعسكرية ،والتضحية بأرواحهم فداء للوطن ،فكان الخيار الوحيد أمامها إما النصر أو الشهادة.

ويتجلى دورها العظيم والأكبر في التطوع وحملات التبرع بالمال والدم والعمل في المستشفيات لرعاية جرحى الحرب، مرضى ومصابين من أجل مساعدة الجيش المصري في عملية التسليح وإعادة البناء حيث وصل عدد المتطوعين في الهلال الأحمر إلى 5 آلاف متطوعة حتى 15 أكتوبر بحسب كتاب 155عام من العطاء الإنساني” الصادر عن جمعية الهلال الأحمر المصري ”

ناهيك عن الدور التوعوي الذي قامت به عبر دعم القضية المصرية دوليا حيث جرى تشكيل لجنة ” صديقات القلم” وهي لجنة تختص بترجمة ما يتعلق بالقضية المصرية وإبراز عدالتها على المستوى الدولي، وإرسال هذه الترجمات إلى الاتحادات والمنظمات النسائية العالمية، ردا على المفاهيم المغلوطة التي حاولت إسرائيل بثها للعالم حيال ما قامت به مصر في الحرب.

وقد شاركت المرأة أيضا من خلال مقار التنظيم النسائي والجمعيات النسائية الأهلية في خدمة أسر الشهداء والجرحى وفي بث الحملات الإعلامية للتطوع في التمريض والتبرع بالدم وفي تدعيم الجبهة الداخلية من خلال عملها في المستشفيات ومن خلال الهلال الأحمر ووقوفها بجانب الجنود المصابين والمعاقين تساندهم وتضمد جراحهم.

ولم يقف دورها عند هذا الحد، فقد كان للمرأة في موقع القيادة- زوجات المسؤولين- دور هام في جمع التبرعات وشراء ملابس وبطاطين وكافة احتياجات الأسرة وتوزيعها على الأسر التي فقدت عائلها بالاستشهاد في الحرب، أو الإصابة.

أما عن الدعم المعنوي فقد كان للقوى الناعمة الدور البارز والمؤثر، ممثلة في الإعلاميين، والفنانات،وذلك بالتوجه من خلال وفود منهن صوب جبهة القتال أو المستشفيات لرفع الروح المعنوية للجنود و الجرحى.

بل كان لها دور مسلح أيضا فقد تكونت أول كتيبة نسائية للكفاح المسلح على يد الدكتورة درية شفيق،
فلم تتردد المراة في المشاركة في الكفاح المسلح وحمل السلاح والمشاركة في العمليات الاستخباراتية والمعلوماتية مهما كلفها حياتها، وتحقيق النصر المجيد. فالكل يجود بما يملك من أجل الدعم والمساندة، وتحقيق النصر.

وفي الأخير… كانت المرأة المصرية شريكًا قويًا وفاعل في حرب أكتوبر 1973 ، فمع سقوط أول جريح من جبهة القتال التفت حوله المرأة المصرية الطبيبة والممرضة والمتطوعة ، ويعضد ذلك الكاتبة سكينة فؤاد أن المرأة كانت في مقدمة الأسلحة التي بفضلها تحقق نصر أكتوبر ٧٣، فهى حقا صانعة الأبطال، وحامية جبهة الأمان الأسري والإنساني وأدارت اقتصاد وطب الحرب بحنكة ومهارة شديدة .إنها حقا جندي مجهول وعنصر مؤكد في حرب ونصر أكتوبر المجيد، فصدقت الألقاب التي كُنت بها إبان الحرب بأنها وزيرة اقتصاد، وزيرة حرب، شريك النصر، عمود الخيمة، دمتي سيدتي داعم وسند وجبهة دفاع في السلم والحرب….

قد يعجبك ايضا
تعليقات