القاهرية
العالم بين يديك

سنوات النفاق

296

كتب / عادل النمر

قال تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً )
أصحاب الأقنعة المزيفة المنافقين ذنبهم عند الله عظيم ،
هؤلاء المنافقون أشد أعداء الله ورسوله ولهذا كان جزاؤهم كبيرًا قال تعالى: (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلك بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)
الأزمات تعلم صاحبها أن يعتز بنفسه ولا يتنازل عن كرامته أبدا، فهي أغلى ما يملك على وجه البسيطة؛ فهي تكشف لك معدن كل من حولك وتكشف لك أصحاب الأقنعة المزيفة .
حينما تقع بمشكله وضيق وشده ترى أمام  عينيك كيف يسقط هذا القناع وينكشف المستور .
صاحب القناع المزيف المنافق مبتغاه فقط المصلحة والصعود على أكتاف الغير والتسلق ليصل إلى مصالحه غير الشريفة واللاأخلاقية، فشكرا للمواقف الصعبة والمريرة، فبمقدار ما تسببه من وجع وألم؛ لكنها تسقط الأقنعة وتعري النفوس.

لابد أن يراقب الإنسان حركاته وسكناته، ويعمد إلى العمل بما يخالف رغبات النفس وتمنياتها، ويجاهد في جعل أعماله وأقواله في الظاهر والباطن واحدة، ويبتعد عن التظاهر والتدليس في حياته.
القناع لا يسقط إلا عند أصحاب الدنيا وطالبي المصالح الرخيصة . وأما أصحاب المبادئ الزكية، الذين تربوا على الصدق، فشأنهم معك إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، وتبقى حقيقتهم كما هي لا يسترها قناع، ولا تدنيها مصالح.
الأشخاص المزيفون موجودون فقط عندما تكون الظروف مناسبة . لا يغرك المظهر المزيف الخادع واحذر من أصحاب  الأقنعة المزيفة حتى لا تكون ضحية إنسان مزيف . ستدرك مدى وحدتك حين تقع فى مأزق وتقف فى منتصف الطريق لا تجد من تتصل به .هناك أشخاص خسارتهم مكسب ورحيلهم عنك راحة لا تقدر بثمن .
المنافقون يلبسون أقنعة مزيفة ، يظهرون بصورة مغايرة عن حقيقتهم ، يجيدون التمثيل يمارسون النفاق الاجتماعي فى المواقع خاصة عندما يختبئون خلف هواتفهم . فتبدأ  أصابعهم فى نشر طقوس النفاق بادعاء الكذب على أنه صدق لتحقيق أغراض شخصية على حساب الأخلاق  .
قال الله تعالى : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِى الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ )
حينما ترى صاحب القناع المزيف للمرة الأولى  تتفاجئ بأخلاقه  العالية  وبأسلوبه المحترم فتتصوره ملاكا يمشي على الأرض، وتعتقد أنه إنسان كامل لا ينقصه شيئًا، لكنه يخفى تلالاً من النفاق والكذب والقسوة ! فتتحول تلك الوجوه الوديعة إلى وجوه شرسة ! فتشكر المواقف التي بقدر ما أدمت فؤادك  بقدر ما جلبت لك الراحة ،لأنها كشفت لك عن وجوهٌ مخيفة.
أيها المزيفون أصحاب الأقنعة المزيفة لا عتاب لكم ولكن المعاملة بالمثل .العتاب يكون لأحبة القلب وأصدقاء الروح المخلصين أصحاب الوجوه الحقيقية . سلاما على الذين إذا مروا على قلوبنا مروا خفافا فلم يجرحوا ولم يطعنوا ولم يتركوا أثار أقدامهم  عالقة .
يا أصحاب  الأقنعة المزيفة يا أهل النفاق.. تلك هى أرضكم ، وذلك هو غرسكم ، وهذه هى قصتكم .
( لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم)

قد يعجبك ايضا
تعليقات