بقلم _سالي جابر
عزيزي أهلًا؛ طابت كلماتك العطرة وطاب لحن قلبك العاشق، الذي بدا لي مذ قرأت رسالتك أنه صافي من شوائب الحب، ومغالطات الإعجاب.
في اللحظة التي انهيت قراءة خطابك، قررت أن أرسل إليك تلك الكلمات التي ربما تضاعف حبك أو تضعفه، أنا أعلم جيدًا أن الحب الصادق هو فقط من يبدل حالنا، ويرغم القلب والعقل على الامتثال للروح، وتصير الروح ثالثهما، وينقبض القلب وتزيد نبضاته وينخلع بحثًا عن عشقه، تكون بداياته جميلة كنغوة حب في ليلة سمر، كشمس دافئة في ليل ممطر، كحنان أم في مرض رضيعها، ثم تتبدل الأحوال بأخرى نقيدها جميعًا ونرفض مرورها، الأنثى تبكي وتتعثر خطوات قلبها، فيبكي قلبها ثم ترحل حينما لا تجد لهذا الحب سوى الآلام…
تود أن نكون معًا دون أن تغير في روحي ما أحببت، تُسطر على خطوط حياتي اسمك، وتلبسني رداء العشق كما تلبسني خاتمك في ليلة حافلة بالسهر والسمر مع أكواب الفرح، وجموع من الأحباب والأقارب، تود أن تلمس مشاعري بحبك دون لمس يدي، أن تغوص في قلبي قبل أن تسرح بمقلتيًَ … أعجبتني تلك الطريقة! لكن هل هي طريقة جديدة لخداع الأنثى واستقطابها إلى لحظات ضعف؟ أم حقًا أنت جدير بالاحترام؟
السباق الذي كنت أعيشه عندما لاحظت حياتي كان سباق نجاح تحول بعد ذلك إلى سباق للحب، نعم كنت أراك وأشعر بنظراتك التي لم تفصح عنها، كنت أخشى الجرح وأتضور خوفًا وأتعرق ألمًا، وحين يلتئم جرح ينزف آخر، لأنني فقدت ثقتي بمن يقول أنه يحب، أنني حين ألتقيتك للمرة الأولى شعرت بموجات خافتة تخطف الأضواء، بهمسات عابرة تتنسم على القلوب وتحيي ما تم وأده من عشق، حاربت هذا الشعور وتوقفت نبضه، لكنه كان يتسلل بطىء كالشمس التي تنثر أشعتها بهدوء، وتتسلل إلى نافذة روحي، تمر يوميًا من هنا وتأخذ معها ثلة من الوقت، وقليل من النبضات، إلى أن ذهب قلبي بأكمله إليك، لكن الخوف المبعثر على طرقات قلبك أوقفني كمن يسير على زجاج متهشم، تنجرح أقدامه لكنه يسير رغمًا عنه ليمر الخطر بسلام، أنا الخطر وأنت الزجاج الهشيم الذي يجرحني كلما اقتربت منه، ولهذا لا أفهم كيف تتحدث عن حبك الصادق وتقدم وعود بالتغيير ومكابحة النفس الآثمة لأكون لك وأنت لا تشعر بكل ما عانيت في حبك؟
عزيزي المخطىء؛ رفقًا بي… تقول أنك لا تريد مهاتفتي ولهذا لا تحصل على رقم هاتفي حتى لا أكون شغفك الليلي الذي ينقضي، وتتحدث عن كفاحك ضد نفسك وتطلب دعواتي، أصمت هنا قليلًا وفكر بتروي، كافح نفسك الآثمة وسأكبح أنا نفسي اللوامة، فلا ألوم نفسي مرة ثانية لإهدار الوقت في مراقبتك، سأرسل إليك في هذا الخطاب رقم هاتفي، وسأنتظر ماذا تفعل!
وفي كل الأحوال الحب يحتاج منا اعتدال، لا نحب بشراسة فنهرب منه كغزالة فرت من قسورة، ولا تتعالى فيه بقسوة كالحمر المستنفرة
إليك احترامي وحبي قبل خطابي وكلماتي، وإليك أفراح تجري من تحت قدميك كماء النهر، حركة طفيفة تسرق منك عمرك، لا تدع الأيام تمضب هباءً منثورًا، أنت من يسمح لها بالمرور، وإن كنت تريد التغيير سأساعدك فيه حين أتأكد من صدق مشاعرك.
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية