القاهرية
العالم بين يديك

مثلي ومثلك

202

بقلمرانيا ضيف

إليك ..

أتعلم أن نسيانك كان أيسر كثيرا من تغلبي على الأرق بعد يوم شاق يشوبه القلق !

كان أقل عذابا من إقلاعي عن السكر، فالحياة لا ينقصها كل تلك المرارة !

ولكن خداعك الذي نبت من عمق الثقة المفرطة ظل يسعى في جسدي كالسم البارد يطفىء روح الخلايا مرورابها .

نسيتك كلك وظل معي فقط خيبتي فيك،

لا أدري هل كنت ذكيا للدرجة التي تخدعني بها أم كان تغافلا مني !

تحججت بعتابك مرات ومرات حتى أكرهك عن قناعة .

تلك الابتسامة الباردة، ونبرة الصوت اللامكترثة،

ونظرات عيونك الزائغة؛ كن وسيلتي ودليلي في طريق بحثي عن خيانتك الصامتة .

كنت أنظر إليك بدهشة تارة وبشفقة تارة وبغضب مكتوم كاد يقتلع قلبي من محله .

أندهش من نهجك في الكذب الساذج كطفل يؤلف قصة لينجو من العقاب وهو يدري أن قصته ستقوده حتماللعقاب !

أشفق عليك لخسارتك إياي، قد كان قلبي ظلالًا وارفة ومتكأً وفيضًا من حنان .

أغضب لجرأتك على الكذب والمراوغة وأنت تعلم أنني أمقتهما، واستهانتك بذكائي وحدسي وهما أول ماأشعلا الحب في قلبك !

لم أكره أكثر من حنثك لعهود قطعتها على نفسك ولم أطلبها منك، فسقطت من عيني قبل قلبي .

كان يمكنني أن أعذبك بحضوري وأنتزعك من نفسك انتزاعا، ولكني لم أر أن الأمر يستحق كل ذلك العناء وأناأتصنع المحبة؛ فمن يسقط من نظري لا يظل في قلبي .

نعم؛ لقد أسقطتك من قلبي وأهديتك لها، فمثلك عقاب كافٍ !

ومثلي لمثلك كجوهرة وقعت في يد أعمى فألقاها ظنا منه أنها حجر ففاز بها من يقدرها .

قد يعجبك ايضا
تعليقات