بقلم المهندسة – شاهندا دياب
طبيعتنا كبشر ما يحركنا هي المشاعر سواء كانت “خوف أو محبة” وعندما نربطها بمجال التصميم ستكون مشاعر انزعاج وتوتر أو راحة نفسية وهدوء، والهدف الأساسي للمصممين هو الإنسان وراحة الإنسان داخل الفراغ الذي يعيش فيه وهنالك ارتباط بين عقل الإنسان وبيئته المحيطة حيث أن العقل يتحرك تجاه المشاعر والوظيفة ؛ لأن الإنسان سيتأثر به ويؤثر عليه حسب احتياجاته النفسية والوظيفية، وهذا يختلف من إنسان لآخر، ومن هنا نستطيع قول أن كل هذا تعريف لمصطلح ” علم النفس البيئي ” والذي يجمع بين دراسة احتياجات الإنسان النفسية -بمعني أدق سلوكه حسب الفراغ المتواجد فيه وهو تخصص مهتم بدراسة البيئة وكيفية تأثيرها المباشر وغير المباشر علي الإنسان من الناحية النفسية والسلوكية ، وللتوضيح البيئة يقصد بها المحيط الذي يعيش الإنسان به سواء منزله، مكان عمله ، مستشفي،) وهكذا….. .
– لكن ما الهدف ؟
الهدف هو . تطوير وتحسين ( الوظائف وإثراء الجماليات ومراعاة الآثار النفسية للمساحة الداخلية) للوصول إلى الراحة النفسية داخل الفراغ ، فلو كان منزلًا فيشعر بالسكينة والأمان ولو كان الفراغ بيئة عمله فالراحة النفسية ستؤدي إلى إنتاجية وأداء أفضل في العمل، ولو كان مستشفي سيؤدي إلى استجابة أسرع وأفضل للعلاج والشفاء نتيجة للراحة النفسية . كما أن الخروج من فكرة التصميم التقليدية و التركيز أكثر علي التصميم من منظور علم النفس البيئي .
– والعوامل المؤثرة هي :
عناصر التصميم ومنها مفهوم concept أو اتجاه التصميم ، نمط التصميم ، الألوان و تأثيرها ، الإضاءة ( طبيعية أو صناعية ) والصناعية سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة ودرجة لونها وطريقة أماكن توزيعها ، الخامات المستخدمة . كل العناصر مجتمعة الهدف منها الوصول للتأثير الإيجابي للصحة النفسية للإنسان لأي فراغ يتواجد به، والتأثير الإيجابي بمفهوم الراحة والهدوء والاسترخاء، لكن هو ليس نتاج جمال التصميم فقط لكن نتاج لمراعاة المعايير الوظيفية مع الجمالية مع سلوك الإنسان داخل الفراغ . و كل ذلك اتضح أكثر بعد الأزمة العالمية لفيروس كورونا لأن كل إنسان ارتبط نفسياً أكثر بالفراغ الذي يعيش فيه، لأنه في تلك الفترة المنزل لم يصبح مكانًا للمسكن فقط، ولكن للعمل أيضاً .
– ونتيجة لأن الإنسان يؤثر ويتأثر بالحيز الفراغي الداخلي المتواجد به وَضَحَ مدى ارتباط البيئة والتصميم الداخلي غير المباشر ومدى تأثيره في توازن هرمون الضغط النفسي (الأدرينالين) في جسم الإنسان، وعند استقبال ضغط عصبي أكثر فالخلايا تعمل أكثر لذلك نراعي علم النفس البيئي أثناء عملية التصميم، ومدى التأثير الإيجابي له علي الصحة النفسية و توافر به عناصر التصميم ( الوظيفة، الاستخدام ، الجمال) ، حيث يؤدي الجمال والراحة إلى الشعور بالمتعة بما يتسبب في إفراز الدماغ لهرمونات السعادة مثل هرمون ( الدوبامين و الإندروفين والأوكسيتوسين ) مما يؤدي تلقائياً إلى انخفاض درجات الضغط النفسي بصفة عامة .
– ختاما ندرك معنى مقولة ونستن تشيرتشل والتي تقول :” نشكل مبانينا وبعد ذلك مبانينا تشكلنا ” .