لو كانت الحياة تُدار بالهوى لما نجح الإنسان بل فَنى .
لكل شيء قواعده وأسسه وكل شيء عند الله بمقدار .
لا مجال للصدفة في هذا الكون الفسيح بل قوانين محكمة تسري .
الدين نفسه أتى ليعرفنا بالخالق، وينظم علاقة الإنسان بالآخرين، ويضع موازين الحق والعدل .
وعى لذلك الإنسان حينما أراد التقدم والرقي، فاختبر طرق عدة للإدارة حتى وصل لأخلاقيات تسمو بالعمل وترتقي بالمنظومة .
خاصة بعدما غلب الطالح الصالح، وظهرت الفتن التي شوهت فطرة الإنسان، فأصبحنا بحاجة لتعلم مبادىء وأسس العلاقات والأخلاق في الحياة عموما والعمل خاصة .
على سبيل المثال معهد إدارة المشروعات الأمريكي PMI يشترط لمنح أي شخص شهادة إدارة أن يتقيد بالأخلاقيات المهنية .
وقام بتقسيم هذه الأخلاقيات لأربع محاور رئيسية وهم :-
Responsibility المسئولية
Respect الاحترام
Fairness العدالة
Honesty الأمانة
أولا : المسئولية Responsibility
أهم بنود المسئولية أن يتحمل القائد تبعات القرارت التي يأخذها أو التي يتقاعس عن اتخاذها في وقتها المناسب .
– يكون في اعتباره المصلحة العامة وتأثير قراراته على بيئة العمل .
– أن لا يُوسد الأمر لغير أهله .
فلا يتم تكليف أي شخص لأداء أي مهمة إلا إذا كان يتمتع بالمهارة والخبرة والعلم الكافيين لأداء هذا العمل على أكمل وجه .
– يجب على القائد أن يتصدى بحزم لأي شخص ينتهك الأخلاقيات المهنية، وألا يتهم أي شخص إلا إذا كان لديه دليل قوي وواضح .
ثانيا : الاحترام Respect
– أن يتمتع القائد باحترامه لنفسه ومن ثم احترامه للآخرين .
– لديه ثقافة قبول واحترام اختلاف الآخر ليسهل عليه التعامل مع الاختلافات الشخصية للأفراد أو للعاملين .
– أن يجيد الإنصات للآخرين ويحترم وجهات النظر ليتفهم المشكلات من منظورهم قبل أن يتخذ قرار .
– أي خلاف بينه وبين أحد؛ لابد أن يبادر بالنقاش مع هذا الشخص لمحاولة حل النزاع بشكل شخصي دون تدخل من أطراف أخرى قد تزيد المشكلة تعقيدا .
ثالثا: العدالة Fairness
العدل واجب عند اتخاذ القرارات والتصرف بنزاهة وموضوعية .
يجب أن يكون سلوكنا خاليا من تضارب المصالح الذاتية والتحيز والمحسوبية .
– إظهار الشفافية عند اتخاذ القرار وإعادة النظر باستمرار لضمان الحيادية .
– توفير تكافؤ الفرص لجميع العاملين وأن يكون معيار الترقي الكفاءة وليس المحسوبية .
– من أساسيات العدالة تجنب التمييز العنصري على أساس الدين أو الجنس أو العرق أو السن .
– ألا يتم توظيف أو مكافأة أو رفد العاملين أو إلغاء العقود والاتفاقات بناءً على مصالح شخصية مثل المحسوبية والرشوة .
رابعا وأخيرا : الأمانة Honesty
– يجب تحري الصدق والأمانة للوصول إلى الحقيقة والتصرف بصدق سواء في التواصل أو السلوك .
– التعهد بالوفاء بالعهود والالتزام بالوعود ضمنيا وتصريحا .
– عدم الانخراط في سلوك غير نزيه بقصد مكاسب شخصية على حساب الآخرين .
كما لا يتم التغاضي عن أي سلوك يهدف إلى خداع الآخرين .
كما رأينا فقانون الأخلاق المهنية هو لُب ديننا، وما حث عليه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وكان قدوتنا في التعامل مع الناس حوله على اختلاف دياناتهم وثقافاتهم وأعرافهم
فمدحه رب العزة بقوله : “وإنك لعلى خلق عظيم “.
وهو القائل عن نفسه “إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق ” .
فالحرص على هذه الأخلاق في التعامل بين الناس وفي العمل عبادة .
هذه الأخلاقيات على بساطتها غابت عن الكثير من المنظومات والشركات في مجتمعاتنا، وهو ما أدى لصعوبة التعامل في سوق العمل وفي الحياة عامة ، وانتشار الضغائن والأحقاد في بيئة العمل الواحدة، والذي نتج عنه انهيار كثير من الشركات وخسارتها .
نستطيع القول أن الالتزام بقانون أخلاقيات العمل ليس ضرورة وركيزة من ركائز النجاح والوصول للأهداف فقط ولكنه ضرورة للارتقاء بالمجتمع واستقراره وانتشار السلام بين أفراده .